قال الدكتور عمرو حمزاوى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إنه كان يفضل قبل «استفتاء مارس» وضع الدستور أولا «أما الآن فلا يجوز الالتفاف على إرادة الأغلبية التى اختارت الانتخابات أولا، وإن توقع أن تشهد انتخابات سبتمبر عمليات عنف بسبب الانفلات الأمنى، واصفا إياها بأنها «لن تكون المثلى». وأضاف فى المؤتمر الثانى للائتلاف الوطنى من أجل الديمقراطية، الذى نظمه الدكتور محمد غنيم، رائد زراعة الكلى فى الشرق الأوسط، مساء أمس الأول، فى قصر ثقافة المنصورة بعنوان «6 أشهر من الثورة»، إن الاستفتاء كان حضاريا وديمقراطيا، ولم نشاهد مثله منذ عام 52 وتجاوزت نسبة المصوتين 40%، مضيفا: «لا يمكن بعدها أن نقول لهذا المواطن إن صوتك لا قيمة له»، فهذا تصرف يمثل، بحسب رأيه، «انقلابا على الحوار الديمقراطى». ودعا حمزاوى إلى وضع دستور لا يكون للأغلبية فحسب، وإنما دستور توافقى حول المبادئ الحاكمة للدستور الجديد، وأن تكون ملزمة سياسيا وبضمانات قانونية، مشيرا إلى تخوفه من معايير اختيار الجمعية التأسيسية للدستور، مطالبا بأن تتضمن المعايير التمسك بالمبادئ الحاكمة للدستور. ومن جانبه اعترض الناشط جورج اسحق على وصف الدعوة للدستور أولا بأنها التفاف على الإرادة الشعبية، مؤكدا أهمية أن يكون البرلمان ممثلا لكل القوى السياسية بقائمة نسبية مغلقة، ويمكن توزيع فائض الأصوات وقتها على الأحزاب الصغيرة، فيما استنكر وجود أكثر من 150 ائتلافا شبابيا، لا شاغل لها سوى الحديث فى السياسة، والتناحر حول من شارك فى الثورة ومن لم يفعل، وطالبهم بالنزول إلى القرى والنجوع والأحياء، وإحداث تغيير على أرض الواقع وليس بالكلام فقط، محذرا الفئة التى تحاول استخدام فائض قوتها لفرض رؤى سياسية معينة، من أن مصيرهم سيكون أشبه بمصير الحزب الوطنى الذى أفسد مصر. ووصفت الناشطة والكاتبة شاهندة مقلد الاستفتاء على التعديلات ب«استفتاء الفتنة»، وأن الجدل الدائر حول الدستور أم البرلمان فى المقدمة هو «جدل عقيم»، ولا يصح أن يحدث لأن مصلحة مصر، وفقا لرأيها، يجب أن تكون هى أولا، وأضافت: «الثورة لم تكتمل بعد، فالأفعى ماتت ولكن ذيلها مازال يهتز». وتابعت: «لا يجب أن نبتز بمقولة إرادة أغلبية الشعب المصرى، ولا يجب أن نخشى الإخوان»، وحذرت فى حال الإصرار على اجراء الانتخابات البرلمانية فى سبتمبر بما سمته «مذابح فى قرى وريف مصر»، لأن النظام المجروح «مسعور»، وسوف يلجأ إلى جميع الوسائل لتدمير ما تريد أن تبنيه الثورة.