قال وزراء دفاع حلف شمال الأطلسي (ناتو)، اليوم الخميس، إن انسحاب كل القوات القتالية الدولية من أفغانستان بنهاية 2014 يجري وفق الخطة الموضوعة، محذرين في الوقت نفسه من "التعجل في الخروج". من المتوقع أن يتم نقل مسؤوليات أول مجموعة من الأقاليم الأفغانية للإدارة المدنية الأفغانية بحلول يوليو المقبل، كما ستبدأ الولاياتالمتحدة التي يتمركز مئة ألف جندي من قواتها في أفغانستان، سحب قواتها في الشهر نفسه. وقال وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس بعد الاجتماع الذي عقد في بروكسل مع نظرائه في حلف شمال الأطلسي ووزراء دول أخرى تسهم بجنود في قوات المساعدة الأمنية الدولية (إيساف) في أفغانستان: "حتى بعد أن تبدأ الولاياتالمتحدة الانسحاب الشهر المقبل.. إلا إني طمأنت زملائي الوزراء أنه لن يكون هناك أي تعجل من جانبنا". وأضاف "نتوقع الشيء نفسه من حلفائنا". وقال وزير الدفاع الألماني توماس دي ميزير إنه يتفهم رغبة الولاياتالمتحدة في سحب القوات، لكنه أشار إلى تخوف بلاده من أي تحرك متعجل. وقال "ينتابنا بعض القلق.. من أنه في حال المبالغة في (سحب القوات)، فإن الاستراتيجية (الخاصة بالانسحاب) بأكملها لن تنفذ حسب (الجدول) المتفق عليه.. نتوقع خطوة متحفظة من الرئيس الأمريكي". وقال جيتس إنه يريد أن تتم عملية نقل المسؤوليات الأمنية للقوات الأفغانية "بأسلوب مدروس ومنظم ومنسق". وأوضح الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) أندرس فوج راسموسن أن قوات الأمن الأفغانية يبلغ قوامها حاليا 290 ألف جندي بينهم نحو 1400 سيدة. وأشار إلى أن عملية نقل المسؤوليات الأمنية سوف تتوقف على تطور الموقف على الأرض. وقال "العملية الانتقالية تعتمد على الظروف وليس المواعيد المحددة..غير أني واثق من أننا نستطيع إتمام تسليم (مسؤوليات) الأمن للأفغانيين بنهاية عام 2014". "ذلك لا يعني أننا نتجه نحو سبيل للخروج(من أفغانستان).. إن التزامنا تجاه أفغانستان سيبقى لفترة طويلة بعد ذلك عبر شراكتنا طويلة المدى". كما نفى وزير الدفاع الألماني توماس دي ميزير المخاوف من عدم التمكن من الوفاء بموعد الانسحاب النهائي في 2014، وقال إن جنود بلاده سيبدؤون الانسحاب حسب الخطة نهاية هذا العام وبداية العام المقبل. وأضاف "لكن (الأمر) يعتمد دائما على تقديرات كيفية تطور الموقف.. بعد ذلك سيكون هناك أشكال أخرى للتواجد ودعم أفغانستان.. لن نترك أفغانستان بمفردها". وقدم الجنرال ديفيد بترايوس الذي يقود قوات إيساف في أفغانستان والبالغ قوامها 132 ألف جندي، موجزا عن الجهود الحربية في ضوء موعد الانسحاب النهائي، للوزراء. وقال زير الدفاع البلجيكي بيتر دي كريم إن تقرير بترايوس بشأن الحرب الدائرة ضد طالبان سيكون مهما. وأضاف "بعد (ذلك التقرير) فقط يمكننا تحديد ما إذا كان الجدول الزمني ما زال صائبا ". يشار إلى أن هذا هو اول اجتماع يعقده وزراء الدفاع منذ اغتيال القوات الامريكية لأسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة في باكستان. وقال جيتس إن ذلك لم يظهر تأثيره على الموقف في أفغانستان بعد. وقال "لكن ذلك لا يعني أنه لن يكون هناك (تأثير).. إن احتمال تغير قواعد اللعبة جراء عملية القتل.. لا يزال قائما"، منوها إلى أن علاقة بن لادن بزعيم طالبان الملا عمر، كانت حلقة وصل مهمة بين الجماعتين. وقال راسموسن ينبغي أن يشجع اغتيال بن لادن، طالبان على أن تتخذ الخيار الصحيح على الأقل. وقال في رسالة وجهها لقادة طالبان "اقطعوا صلاتكم بالقاعدة والشبكات الإرهابية، أنبذوا العنف واحترموا دستور أفغانستان الديمقراطي.. بما يتضمنه من بنود عن حقوق الإنسان".