أثار فيلم «الجمال النائم» للمخرجة الاسترالية «جوليا لى»، الذى عرض فى الدورة 64 لمهرجان «كان» السينمائى الدولى، صدمة لدى الجمهور لجرأة قصة الفيلم، فيما انقسم عليه النقاد الذين شاهدوا العمل. وتدور أحداث الفيلم حول طالبة جامعية تعمل فى وظيفة كل مهمتها فيها أن تنام بعد أن تأخذ حبوبا منومة فى غرفة يدخلها الرجال كبار السن ممن يريدون خوض تجربة الجنس مع «الجمال النائم». وفى الوقت الذى رأى فيه فريق من النقاد أن العمل يعبر عن شجاعة المخرجة التى تخوض تجربتها السينمائية الأولى، لم يخف آخرون صدمتهم من جرأة القصة، بحسب صحيفة «لوس أنجلوس تايمز الأمريكية. وذكرت الصحيفة أن الجدل الذى خلقه الفيلم كان متوقعا حيث لفت العمل الانتباه اليه من اسمه، وقصته سيطرت على عقل الجميع وبدأوا فى تخيل الأمر ولكن بعد مشاهدته أصبح من الصعب نسيان هذه الفتاة والتى اعتبرها البعض ضحية يحيط بها الغموض وهو ما جعل قصة العمل تختلف عن الأعمال التى تقدم شابات صغيرات يمارسن الجنس بظروف ولقضايا مختلفة. وعقب عرض الفيلم عقد مؤتمرا صحفيا لأسرة العمل، وقالت مخرته «جوليا لى»: «اعتقد أننى حاولت أن أصل تحت جلد المشاهدين بطريقة ما، فأنا أحب الأفلام التى تدخل فى الاذن ولا تخرج من الأخرى». وأشارت إلى أنها حاولت التركيز على هذه المرحلة المبكرة من البلوغ عند الشباب قائلة «إننا لا نعطيها قدرها من الاهتمام فدائما نقول هم شباب وسيتغلبون على أى موقف ولكننا يجب أن أن نعطيها الاحترام الذى تستحقه». وأضافت «تمنيت أن تؤثر القصة فى المشاهدين بطريقة أو بأخرى وأعتقد أنه حدث وكل ما نتمناه الآن أن يشاهد الجمهور فيلمى وهو دائما يتساءل ما الذى سيحدث فى المشهد القادم؟، وقد حاولت أن أجعل الجو العام للفيلم والأحداث يسمح للمشاهد باستعمال خياله ليعيش فى الفيلم ويندمج مع ابطاله». فيما أكدت ايميلى براونينج، بطلة الفيلم، أنها لا ترى الفتاة كضحية كما اعتبرها البعض «فهناك خيط رفيع بين الضحية ومرتكب الجريمة، وهنا الفتاة تظهر شكلا بريئة ولكنها تعلم جيدا ما يحدث، فهى ليست ضحية بأى شكل لأنها تترك الامور تحدث لها». ورأى النقاد أن وجه إيميلى البرىء لا يجعلك تتصور ما يمكن أن يخفيه من أسرار وربما كان هذا هو سبب صدمة الجمهور فى البداية ولكن بعد متابعة الفيلم يبدأ الجميع فى إدراك ما يحدث وأن الفتاة ربما ليست كما صورتها العقول عند رؤيتها لأول مرة. كما اشاد النقاد بالأداء الرائع لايميلى بطلة العمل مؤكدين أنها ربما تفاجئ الجميع بحصولها على جائزة أفضل ممثلة.