ذكر شهود عيان أن مسلحين يرتدون زيا مدنيا فتحوا النار على محتجين في مدينة تعز بجنوب اليمن، اليوم السبت، مما أسفر عن إصابة 15 شخصا على الأقل، في الوقت الذي من المقرر أن يصل فيه مبعوث خليجي للمساعدة في إحياء خطة لإنهاء الأزمة اليمنية. ويتظاهر المحتجون اليمنيون في أنحاء اليمن منذ شهور، في محاولة للإطاحة بالرئيس اليمني علي عبد الله صالح، مستلهمين ثورتي مصر وتونس اللتين أطاحتا بالرئيسين حسني مبارك وزين العابدين بن علي. وفشلت الشهر الماضي خطة يرعاها مجلس التعاون الخليجي، وتتضمن تنحي صالح بسبب رفضه التوقيع عليها. وأطلق المسلحون النار من فوق الأسطح في المدينة المضطربة على المحتجين الذين طالبوا صالح بالتنحي بعد أكثر من 30 عاما حكم فيها افقر الدول العربية. وكان ثلاثة أشخاص قتلوا، وأصيب 15 أمس، عندما أطلق جنود النار على محتجين في مدينة إب الواقعة جنوبي العاصمة صنعاء، ليرتفع بذلك عدد القتلى إلى 170 شخصا منذ بدء الاحتجاجات. وقال شهود عيان إن قوات الأمن القت القبض، اليوم السبت، على الإعلامي البارز أحمد المسيبلي الذي كان قد ترك العمل في تليفزيون الدولة ليعمل في محطة فضائية معارضة. ويتمسك صالح بالسلطة رغم حدوث انشقاق من سياسيين وضباط في الجيش وقادة قبليين. ويصل عبد اللطيف الزياني، الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، إلى صنعاء اليوم في زيارة تستمر ثلاثة أيام، يحاول خلالها إحياء اتفاق نقل السلطة الذي توسط فيه المجلس بين صالح وقادة المعارضة اليمنية. وقال مسؤول محلي: إن مسلحين قتلوا بالرصاص 6 جنود وأصابوا 7 في هجوم على نقطة تفتيش أمس في بلدة رداع في وسط اليمن، وألقى باللوم في الأمر على تنظيم القاعدة. ويواجه اليمن أيضا أعمال عنف من انفصاليين في جنوبه وهدنة هشة مع الحوثيين في الشمال. وقال صالح في تصريحات نشرتها صحيفة عكاظ السعودية، اليوم السبت، إن عند حدوث أي انتقال للسلطة "سأتحول إلى الشارع كمعارضة وسأسقط الحكومة مجددا". وأضاف: "نحن ننظر للمبادرة الخليجية كمنظومة متكاملة غير قابلة للتجزئة أو الانتقاء، كما أن هناك بعض البنود فيها غامضة وملتبسة، وبحاجة إلى إيضاح بصورة أفضل عبر الجلوس بين الأطراف اليمنية في حوار مباشر. وذلك من أجل الاتفاق على آلية تنفيذية زمنية ومتسلسلة تكون ملحقة بها".