أشعل شريط الفيديو الذى عرضه اتحاد نقابات عمال مصر «الرسمى» خلال اجتماع مجلس إدارته أمس الأول، أزمة جديدة بين الاتحاد الرسمى من جهة، والإتحاد المستقل والوزارة من جهة أخرى. الفيديو تضمن تفاصيل لقاء بين وزير القوى العاملة والهجرة، أحمد حسن البرعى، مع عدد من القيادات العمالية المحسوبة على اتحاد عمال مصر المستقل. الاتحاد الرسمى، الذى عارض التعددية النقابية منذ أن أطلقها البرعى، اعتبر أن التسجيل «بمثابة مؤامرة للقضاء عليه وهدمه لصالح الاتحاد المستقل». القيادى العمالى، ونقيب الضرائب العقارية المستقلة، كمال أبوعيطة، والذى كان ضمن الحضور فى اللقاء المسجل، أكد ل«الشروق» أن هذا اللقاء تم قبل تولى البرعى الوزارة، وأنه كان مجتمعاً معهم بصفته محاميا مهتما بالشأن العمالى، وأستاذ تشريعات اجتماعية، وكان يتحدث فى مبادئ عامة تعبر عن إيمانه بالحريات النقابية واستقلاليتها. وتابع أبوعيطة: «الفضيحة ليس فى مضمون التسجيل، لأنه يشمل الحديث عن أسس ومبادئ نقابية محترمة وشريفة، تحدث عنها البرعى قبل توليه الوزارة، ونفذها بعد أن صار وزيرا، إنما الفضيحة هى كيفية تصوير هذا الفيديو»، وهو ما يؤكد بحسب أبوعيطة أن «الاتحاد وأمن الدولة كانا فرعين أصليين للحزب الوطنى». واعتبر أبوعيطة توقيت ظهور هذا التسجيل بمثابة «ورقة ضغط للإفراج عن مجاور، الذى لا يواجه التهمة بمفرده، ولكن عددا من قيادات الاتحاد ستطولهم تحقيقات النيابة فى أقرب وقت، لأنهم متورطون فى هذه الجريمة أيضاً»، وأضاف أبوعيطة: «أقسم بالله إن مجاور أنظفهم وأن التخطيط كله كان من قادة الاتحاد». الصراع بين الاتحادين الرسمى والمستقل، كان فى الماضى صراعاً على مبادئ وأسس نقابية بحتة، ولكن الأمر تطور يوم جمعة الرحيل 11 فبراير، بعدما سقط الشهيد على ماهر على، ابن أحد أعضاء النقابة المستقلة للضرائب العقارية، «أصبح اللى بنينا وبينهم دم مش مجرد خلاف»، يختم أبوعيطة حديثه. وفيما شكك المستشار الإعلامى لوزير القوى العاملة والهجرة، علاء عوض، فى مضمون التسجيل الذى عرضه الاتحاد، وفى توقيت ظهوره، علمت «الشروق» من مصادر داخل اتحاد عمال مصر «الرسمى»، أثناء حضورها الاجتماع الذى عرض فيه التسجيل، أن هذا التسجيل قديم وكان بحوزة حسين مجاور، رئيس الاتحاد المتهم على ذمة قضية قتل المتظاهرين يوم الأربعاء الدامى المعروف إعلامياً ب«موقعة الجمل»، وأن مجاور كان يخفى الشريط «ليظهره فى الوقت المناسب ويستخدمه لصالح الاتحاد». المستشار الإعلامى للوزارة، أشار إلى أن هذا التسجيل، يتضمن لقاء الوزير مع بعض القيادات العمالية، قبل تقلده المنصب، وأنه لا يدينه. وتابع عوض أن الاتحاد المستقل لعمال مصر أمدّه بعدة تسجيلات تؤيد موقف الوزير المدافع عن الحريات والتعددية النقابية، ولكنه يرفض عرضها بهذا المنطق «المبتذل»، خاصة وأنه يعلم الأسباب التى أدت إلى ظهور الشريط فى هذا التوقيت.
