تظاهر آلاف الأشخاص في إسطنبول والمناطق التي تقطنها أغلبية كردية في جنوب شرق تركيا، اليوم الثلاثاء، احتجاجا على استبعاد اللجنة الانتخابية في البلاد 12 مرشحا كرديا من خوض الانتخابات، المقرر إجراؤها في يونيو المقبل. وشارك نحو 10 آلاف شخص، معظمهم يحملون علم حزب السلام والديمقراطية المؤيد للأكراد، في اعتصام ومظاهرة في ميدان تقسيم بإسطنبول، ثم ساروا في مسيرة تجاه أحد أكبر الشوارع الرئيسية في المدينة. واشتبك المتظاهرون مع الشرطة في مدينة "ديار بكر" أكبر مدن جنوب شرق تركيا، حيث حاولت الشرطة تفريق المتظاهرين باستخدام رذاذ الفلفل ومدافع المياه. وفي مدينة "فان" شرقي تركيا، قلب المتظاهرون مركبة تابعة للشرطة، ما أسفر عن إصابة ضابطين، وفقا لما ذكرته تقارير إعلامية. وقضت اللجنة العليا للانتخابات، أمس الاثنين، بأن 12 سياسيا غير مؤهلين لخوض الانتخابات في يونيو المقبل، بسبب إدانتهم سابقا بتهم تتعلق بالإرهاب. ويدعم حزب "السلام والديمقراطية" -أكبر حزب سياسي كردي قانوني في تركيا- 7 من المرشحين المستبعدين. يذكر أن اثنين من بين المستبعدين، وهما صبحات تونسيل وجولتان كيزاناك، نائبان في البرلمان الحالي الذي انتخب عام 2007. وقالت لجنة الانتخابات إنه منذ الانتخابات الماضية، ظهرت معلومات جديدة تتعلق بسجلاتهما الجنائية، ما أدى إلى عدم تأهلهما لخوض الانتخابات مرة أخرى. ووصف قادة حزب السلام والديمقراطية قرار لجنة الانتخابات بأنه هجوم على الحقوق السياسية للأكراد، وهدد بمقاطعة الانتخابات. وقال تونسيل للمتظاهرين في إسطنبول: "حاولنا انتزاع حرية الأكراد في الانخراط في السياسة. هذا مؤشر لموقف تجاه السياسات الكردية في تركيا". ويتنافس حزب السلام والديمقراطية مع حزب العدالة والتنمية الحاكم بشدة على أصوات الناخبين في جنوب شرقي تركيا، حيث قاد حزب العمال الكردستاني المحظور أعمال مسلحة على مدار ثلاثة عقود، ما أسفر عن وفاة 40 ألف شخص. يشار إلى أن بعض المرشحين المستبعدين أدينوا في السابق، لوجود صلات لهم مع حزب العمال الكردستاني، الذي يعتبره الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة جماعة "إرهابية".