اعتبر جون الترمان، مدير مركز الشرق الأوسط بمركز الدراسات الدولية والاستراتيجية الأمريكى، مصر من أفضل حلفاء الولاياتالمتحدة فى الشرق الأوسط، وقال إنه من الأفضل أن تكون مصر أقوى داخليا، «مما لا يخلق تناقضا بين تحقيق الإصلاح الداخلى وتعميق الصداقة بين البلدين».. وقال العضو السابق بإدارة تخطيط السياسات بوزارة الخارجية الأمريكية فى حوار عبر الفيديو كونفرانس، الليلة الماضية، من مقر السفارة بالقاهرة: «مصر تكسب فى علاقاتها الإقليمية ومع الولاياتالمتحدة إذا كان بيتها مرتباً من الداخل». واضاف أن زيارة الرئيس حسنى مبارك للولايات المتحدة فى الأسابيع المقبلة سينتج عنها وضع هيكل للسياسة الأمريكية تجاه الصراع العربى الإسرائيلى، مشيرا إلى أن إدارة الرئيس باراك أوباما تسعى إلى تغيير المناخ العام للعلاقات مع مصر. وأشار إلى أن الإدارة الأمريكيةالجديدة تركز أكثر على الانخراط فى الشرق الأوسط، بعكس إدارة بوش التى كانت تعزل أعداءها...«من حاولت الولاياتالمتحدة عزلهم مثل إيران وسوريا وحزب الله وحماس صاروا أقوى، مما يدفع الإدارة الأمريكيةالجديدة لجذب هذه الأطراف للانخراط فى السياسات المختلفة بالمنطقة». وقال الترمان: من الخطأ أن تحاول إسرائيل فرض شروطها على السياسة الأمريكية ولن يكون هناك صدام بينهما ولكن نوع من التكيف والتوافق والتنازلات الاستراتيجية لإحراز تقدم للأمام فى الصراع العربى الإسرائيلى. وتوقع أن تشهد الفترة المقبلة « نوعا من التكيف والتوافقات والتنازلات لتحقيق تقدم فى عملية السلام». وحول الملف الايرانى، قال إن موقف إيران حاليا أضعف مع الإدارة الأمريكيةالجديدة، «حيث لا تستطيع طهران توقع ما يمكن أن تقوم به الولاياتالمتحدة فى الفترة المقبلة على عكس الأمر أثناء رئاسة بوش الابن الذى كان كل ما يتحدث عنه هو ضرب إيران»، مضيفا أن « حلفاء الولاياتالمتحدة فى المنطقة مثل مصر والسعودية سيساعدون فى الوصول لنتائج أفضل وربما إخراج إيران من حالة الرفض التى تعيشها». وقال إن مصر يجب ألا تقلق من الحوار بين الولاياتالمتحدةوإيران «لأنه لن يعنى تقديم أى تنازلات أو أن واشنطن ستقوم بأى شىء على حساب مصر للحصول على مكاسب من إيران»، مشيرا إلى أن السلوك الإيرانى الأفضل فى المنطقة «سيحفظ مصالح مصر». جاء ذلك فيما اكد السيناتور الديمقراطى جون كيرى، امس، ان الولاياتالمتحدة لم تعد تسعى إلى «تغيير النظام» فى ايران لكنه شدد على ضرورة ان تستجيب ايران للانفتاح الذى ابداه الرئيس باراك أوباما. وقال كيرى رئيس لجنة الشؤون الخارجية فى مجلس الشيوخ خلال جلسة خصصت للبحث فى آفاق السياسة الجديدة لاوباما للتقارب مع الجمهورية الاسلامية «لسنا فى وضع تغيير النظام». وأضاف: ان جهودنا يجب ان تلقى استجابة من الجانب الآخر. فكما اننا نتخلى عن الدعوة إلى تغيير النظام فى طهران ونعترف بدور مشروع لايران فى المنطقة، على القادة الايرانيين الاعتدال فى سلوكهم وسلوك حليفيهم، حزب الله وحماس. من جانبه، أوضح الدبلوماسى المتقاعد نيكولاس بيرنز الذى كان يعتمد عليه بوش بشأن إيران ان إدارة بوش خففت من دعواتها إلى تغيير النظام الإيرانى منذ 2006، لكنه دعا أوباما إلى التخلى علنا عن هذه السياسة. وأكد فى الوقت نفسه: «لا اعتقد ان الوقت مناسب لاستخدام القوة من قبل الولاياتالمتحدة أو أى طرف آخر ولا اعتقد ان ذلك سيكون مفيدا»، فى اشارة إلى إسرائيل. وحذر بيرنز من «نتائج غير متوقعة» تشير إلى ان ايران يمكن ان تضرب من خلال الميليشيات الشيعية فى العراق وعملاء فى افغانستان وعناصر حزب الله وحماس. وقال: «تعلمنا من العراق انه عندما تبدأ حربا فانت لا تعرف إلى اين ستؤدى فى النهاية، وهذا ينطبق تماما على ايران».