تجددت، اليوم الثلاثاء، التحركات الشعبية لمناصري تيار المستقبل، احتجاجا على إقصاء رئيس حكومة تصريف الأعمال، سعد الحريري، عن ترشيح الأغلبية البرلمانية له لتشكيل الحكومة الجديدة، وللتنديد برئيس الوزراء الأسبق، نجيب ميقاتي، منافسه الوحيد على هذا المنصب. وقد سمعت قبل ظهر اليوم أصوات طلقات نارية في منطقة الكولا في بيروت، والتي تعتبر من معاقل تيار المستقبل. وانطلقت صباح اليوم مواكب سيارة ودراجات نارية في أحياء الطريق الجديدة والملعب البلدي والكولا في بيروت، وهي ترفع صور الحريري، وأقفلت المحال التجارية في هذه المناطق، وعمد بعض الشبان إلى قطع بعض طرقاتها بالإطارات المشتعلة. كما أقدم مناصرو تيار المستقبل على قطع طريق العبودية التي تربط لبنان بسوريا في شمال لبنان، إلى جانب قطع طرقات بلدات وادي الجاموس، وبرج العرب، ودير دلوم بالإطارات المشتعلة. وفي مدينة طرابلس، أغلقت المحال التجارية والمدارس والجامعات والمصارف التزاما بالدعوة إلى "يوم الغضب"، التي وجهها تيار المستقبل، وبدأت جموع شعبية بالتجمع في أحد ميادينها، يتقدمهم القيادي في تيار المستقبل مصطفى علوش، وعدد من نواب التيار. ونشر الجيش اللبناني تعزيزات مكثفة في مناطق التوتر والتحرك الشعبي، وتقوم قوات من الجيش بفتح الطرقات المقفلة بالإطارات والأحجار. من جهته، وصف عضو كتلة تيار المستقبل، النائب أحمد فتفت، التحركات الشعبية بالسلمية، تعبيرا لرفض ما سماه انقلاب الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله. وحمل فتفت نصر الله المسؤولية الكبرى، واتهمه بأنه يريد أن يفرض على لبنان رئيسا للحكومة لا ينسجم مع الواقع، وبأنه يتصرف وكأنه أعلى من المؤسسات ومن رئيس الجمهورية، ومن الاستشارات. ودعا فتفت المواطنين ولاسيما في شمال لبنان إلى التعبير عن رأيهم بشكل حضاري، وحذر رئيس الوزراء الأسبق نجيب ميقاتي والمرشح الأوفر حظا لتشكيل الحكومة الجديدة من أنه يتم استعماله أداة لفتنة سنية سنية.