لزمت السلطات السعودية، اليوم الأحد، صمتا مطبقا حول إقامة الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي في المملكة، بعد فراره من بلاده من غضب شعبه. ولم تتسرب أية معلومة حول الرئيس المخلوع ولا أفراد عائلته الموجودين في المملكة. وساد التكتم الأوساط الرسمية ووسائل الإعلام على السواء. وحل بن علي ليل الجمعة السبت في جدة، غرب السعودية، مع 6 من أفراد عائلته، بحسب مصادر متطابقة، فارا من بلاده بعد حكم استمر 23 عاما. ورحب الديوان الملكي في بيان "بقدوم الرئيس زين العابدين بن علي وأسرته إلى المملكة"، وذلك "تقديرا من حكومة المملكة العربية السعودية للظروف الاستثنائية التي يمر بها الشعب التونسي الشقيق، وتمنياتها بأن يسود الأمن والاستقرار في هذا الوطن العزيز على الأمتين العربية والإسلامية جمعاء، وتأييدها لكل إجراء يعود بالخير للشعب التونسي الشقيق". وأكد المحلل السعودي جمال خاشقجي لقناة "العربية" التي تمولها السعودية، ومقرها في دبي، أن بن علي سيعامل "كلاجئ سياسي وليس كرئيس دولة". وأضاف أنه دعي، على غرار كل اللاجئين السياسيين في المملكة، إلى الامتناع عن ممارسة أي نشاط أو تصريح سياسي. وقال خاشقجي القريب من السلطات: إن "السعودية لن تسمح للرئيس المخلوع بالإدلاء بتصريحات سياسية أو ممارسة أي نشاط سياسي أو إجراء اتصالات مع تونس". وسبق أن استضافت السعودية قادة معزولين ومنفيين، لا سيما عيدي أمين دادا الرئيس الأوغندي السابق في جدة سنة 1979، ورئيس الوزراء الباكستاني الأسبق نواز شريف، الذي أطاح به الرئيس السابق برويز مشرف عام 2000، وأمضى هناك 8 سنوات في المنفى. وقال عبد العزيز بن صقر، رئيس مجلس الخليج للأبحاث: إن المملكة "لم تسمح لشريف بالقيام بأي نشاط سياسي على أراضيها. وعندما قرر العودة إلى السياسة، غادر السعودية". وأقصي زين العابدين بن علي (74 سنة)، أمس السبت، نهائيا من السلطة في تونس، حيث أعلن المجلس الدستوري "شغور السلطة"، وعين رئيس البرلمان التونسي فؤاد المبزع رئيسا للبلاد بالوكالة. وينص الدستور على تنظيم انتخابات رئاسية وتشريعية في مهلة أقصاها 60 يوما.