كشف دايفيد جارتنشتاين روس مدير مركز دراسة التطرف الإرهابى التابع لمؤسسة «الدفاع عن الديمقراطيات» الأمريكية عما سماه «هدفا استراتيجيا آخر» لمرتكب الحادث الإرهابى أمام كنيسة القديسين بالإسكندرية، فسره بأنه يأتى لخدمة أجندة أوسع لمجموعة ما «كمحاولة مقصودة من الجناة لتحريض الأقباط ضد الحكومة المصرية أو ضد المسلمين بصفة عامة» بحسب دايفيد. وأضاف أن العمل الإرهابى الأخير يهدف أيضا إلى إظهار الحكومة المصرية بمظهر العاجز عن حماية أقلياتها، وضرب العلاقة بين المسلمين والمسيحيين فضلا عن زيادة النفقات الأمنية. ووفقا لدايفيد فى حواره مع «الشروق» عبر موقع تويتر فإنه يصعب تقديم تفسير واحد أو محدد ل«التحول الذى بات واضحا نحو شن مزيد من الهجمات ضد المسيحيين بسبب الكراهية أو التعصب الدينى فى المنطقة»، وضرب مثلا على ذلك بهجمات 31 أكتوبر العام الماضى التى شنها تنظيم القاعدة على إحدى الكنائس الكاثوليكية بالعراق مخلفة ما يزيد على 48 قتيلا، ويعتقد دايفيد أن «القاعدة تركز الآن أكثر فى هجماتها على المسيحيين»، ولا ينكر دايفيد أن حادثة الاسكندرية جاءت بعد تهديدات القاعدة لاستهداف الكنائس فى مصر، تحت مبرر أن الكنيسة القبطية تحتجز نساء مسلمات، واستدرك قائلا: «لا أستطيع اتهام القاعدة بتدبير الحادث فى مصر، فلا يوجد أدلة على ذلك كما أن المعلومات المتوافرة غير كاملة». ويستعرض دايفيد وجود حركات «جهادية» أخرى وقفت وراء شن هجمات ضد المسيحيين فى مصر فى التسعينيات، فضلا عن وجود من سماهم بالمحرضين ضد أقباط من الشخصيات العامة والذين ليسوا جزءا من تنظيم القاعدة «والذين ينشرون الاكاذيب حول المجتمع القبطى فى مصر» بحسب دايفيد الذى يعمل لصالح مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات المعروفة بميولها اليمينية والدفاع عن أجندة المحافظين الجدد فى واشنطن. ومن ناحية أخرى ربط دايفيد بين حادثة الاسكندرية وبين التهديدات التى طالت أكثر من 100 مسيحى يعيشون فى كندا وألمانيا والنمسا وأجزاء أخرى فى العالم. يذكر أن دايفيد خبير فى الإرهاب والأمن القومى، وله دراسات أكاديمية فى الحركات الإسلامية، ومن أشهر مؤلفاته كتاب «عام داخل الحركات الاسلامية الراديكالية»، وأحد مجالات دراسته تركزت على الإرهاب المحلى فى الغرب أى المتطرفين المسلمين الذين ولدوا وعاشوا فى المجتمعات الغربية فى محاولة لفهم تأثير الايدلوجية الدينية.