في حي الزبالين الواقع في قلب جبل المقطم بالقاهرة والذي يشكل الأقباط غالبية قاطنيه، يؤكد السكان أنهم "غير خائفين" بعد اعتداء الإسكندرية "لأن المسيح يحمينا" ولكن الشرطة وضعت كاميرات مراقبة لحماية المصلين الذين سيتوافدون مساء اليوم الخميس على كنيسة القديس سمعان لحضور قداس عيد الميلاد القبطي. ونزل أهالي حي الزبالين، الذي يعيش فيه قرابة 35 ألف شخص يكسبون عيشهم من جمع وفرز القمامة، إلى الشوارع السبت الماضي للتعبير عن غضبهم بعد الاعتداء على كنيسة القديسين في الإسكندرية. وعشية عيد الميلاد القبطي، مازالت أحداث هذه المذبحة ماثلة في أذهان سكان هذا الحي الذي يشكل المسيحيون الغالبية العظمي لسكانه. ويقول عادل الوزير، أحد سكان هذا الحي الذي يضع مثل كثيرين من جيرانه صليبا حول رقبته "مع تهديدات القاعدة نتوقع هجمات أخرى ولكننا لسنا خائفين فالمسيح يحمينا". ويؤكد اللواء يوسف فوزي المسؤول عن تأمين كنيسة القديس سمعان وهي واحدة من الكنائس الرئيسية في المنطقة أنه تم تعزيز الإجراءات الأمنية حول هذه الكنيسة شأنها شأن كل كنائس البلاد. ويقول "وضعنا كاميرات مراقبة أعلى هضبة المقطم التي تحيط بالكنيسة كما وضعنا اجهزة لكشف المتفجرات وكلب بوليسي مدرب على تحديد مكانها". ويضيف اللواء فوزي "رغم ذلك سنحتفل بالعيد مثل كل عام" متوقعا توافد ثلاثة آلاف شخص على هذه الكنيسة لحضور قداس العيد. وأمام رسم جداري محفور في واحدة من صخور جبل المقطم يذكر برحلة العائلة المقدسة إلى مصر، يقول حنا موسى إن "الاعتداءات على الأقباط ليست جديدة". ولكنه يوضح أن "الجديد هو الطريقة التي نفذ بها الاعتداء وكونه جاء من الخارج". ويشير موسى بذلك إلى تأكيدات المسؤولين الحكوميين بأن تفجير الإسكندرية، الذي لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنه حتى الآن، تم التخطيط له خارج مصر ونفذه انتحاري. ويقود شارع تتناثر فيه القمامة وتوجد به بعض محلات البقالة والمقاهي إلى مستشفى المحبة الخيري حيث تعمل الأخت اناستازيا منذ 17 عاما ضمن مشروع أسسته الأخت إيمانويل عام 1971. وتقول الراهبة "من الصعب جدا الحديث عما حدث في الإسكندرية حيث كان المشهد كله دماء. لكن لا توجد توترات الطائفية بين المسلمين والمسيحيين، فنحن في مصر وليس في العراق أو لبنان". ويؤمن وجدي اسحق على هذا الكلام "في منطقتنا، 90% من السكان مسيحيين و10% فقط مسلمين غير أنه لا توجد مشكلات بيننا". لكن الرجال المتجمعين في الساحة أمام المستشفى، وكلهم زبالون، يجمعون على ضرورة قيام الدولة بجهد أكبر لتحسين المعيشة في هذا الحي الذي يسود شعور عام سكانه بأنهم يعاملون وكأنهم أدنى من المسلمين. ويقول اسحق "إننا نطالب الحكومة بمساعدتنا حيث يجب أن يعامل الأقباط والمسلمون بنفس الطريقة".