ضرب المصريون على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، مثالا رائعا في الترابط والمحبة بعد التفجيرات الإرهابية التي حدثت أمام كنيسة القديسين بالإسكندرية في الساعات الأولى من العام الجديد، والتي راح ضحيتها ما يقرب من 100 مصري ما بين قتيل وجريح، حيث استنكروا ما حدث وطالبوا الأيادي الخفية التي تعبث بأمن مصر بالكف عن ذلك، واتفقوا جميعا على أنهم مصريون مصيرهم مشترك، مما شكل ملحمة جميلة في حب مصر. وبمجرد معرفة الجميع بما حدث بمدينة الإسكندرية، حتى سارعوا بإنشاء مجموعات وصفحات مختلفة على الفيس بوك تندد بما حدث وتؤكد على تماسك النسيج الوطني المصري وكان الحدث الأبرز، تغيير معظم صور (البروفايلات) إلى صور هلال يحتضن الصليب، أو إلى علم مصر أو كنيسة بجوار جامع، تأصيلا لروح الحب والمودة بين جموع الشعب المصري. وقالت صفحة (مسلم+مسيحي= مواطن مصري) على الفيس بوك "لا لقتل الأبرياء وترويع الآمنين، تضامنا مع إخوتنا المسيحيين إحنا عندنا حداد 3 أيام على أرواح الأبرياء وهانحضر معاكم في الكنيسة يوم 7 يناير عشان لو الكنيسة انضربت يبقى فيها مسلم ومسيحي دم واحد ومصير واحد". وخاطب مسؤولو الصفحة المصريين قائلين "كمسلم متعلم وشايف نفسك متسامح من دورك إنك تعلم الغير متعلم وتفهمه إنه عيب يعامل أحد بناء على ديانته.. وأنت كمسيحي متسامح تقرأ الكتاب المقدس والمحبة في قلبك لا تدع الإرهاب يشعل نار العصبية نحن أولا وأخيرا مصريين في وطن واحد". ووجهت صفحة (أنا مسلم وهحمي كنائس مصر بدمي يوم العيد) دعوة لكل مسلمي مصر للمشاركة في حماية الكنائس في يوم عيد الميلاد المجيد 7 يناير، قائلة "هنعمل دروع بشرية حوالين كل كنايس مصر.. دي بلدنا ودا دورنا مش دور الأمن بس، مين معانا؟؟". وكتب ملاك نعيم أحد مستخدمي الموقع "إن الدماء التي خرجت من المصريين المتبرعين على اختلاف ديانتهم، لم تفرق بين -إذا كان المتبرع إليه مسلم أو مسيحي، فتختلط الدماء في سيمفونية حب وترابط، لتعبر عن أن الدم واحد، دمٌ مصري". وأضاف "الدم ليس لديه بطاقة رقم قومي يا أصدقائي، لتفصح عن هويته، بل إن التقدم العلمي لا يستطيع تحليل الدم لمعرفة هويته الدينية، هما ممكن يكونوا قدروا يمزقوا أجسادنا، لكن مش ممكن أبدا يمزقوا وحدتنا، هل وصلت الفكرة إذن؟". أما جرجس فكري، فقال "وأنا في المواصلات الركاب كانوا مضايقين وبيتكلموا عن الحادثة، مبقتاش عارف مين مسيحي ومين مسلم، أنا رغم حزني إلا إني فرحت للمشاعر دي، عندي يقين إن 6 يناير هنوصل رسالة للعالم ونصلى مسلمين ومسيحيين رغم أنف الجميع". ونظم حسين فتحي أبيات من الشعر قائلا "عجبي عليكي يا بلدي عجب العجاب، أول 2011 عليكي دمار وخراب، مين هو المستفيد أنه يخلي حياتنا هباب، ويخلي الوحدة الوطنية مجرد سراب، يا تري أجندة خارجية ولا أصابع خفية، عايزين يهدوا الوحدة الوطنية، لما بدأت بأحداث العمرانية".