اختتمت فعاليات أول أيام الدورة الثانية من مهرجان الغردقة لسينما الشباب، قبل دقائق بعقد ندوة تحت عنوان «تجارب ورؤى لرحلة إبداعية»، تناولت بدايات اثنين من المخرجين ينتميان لجيلين مختلفين، هما المخرج هاني لاشين، والمخرج أمير رمسيس . حرص على حضور الندوة عدد من نجوم السينما وصناعها، من بينهم الفنان صبري فواز، المنتج جمال العدل، المنتج هشام عبدالخالق، الفنانة دياموند أبوعبود، السيناريست محمد الباسوسي رئيس المهرجان، ساندرا نشأت. استهلت الندوة بعرض فيلم تسجيلي قصير تحت عنوان «خطوات فوق الماء» للمخرج هاني لاشين، وهو العمل الذي يعدخ أحد الأفلام النادرة للفنان العالمي عمر الشريف، ويتحدث فيه عن النيل ودوره، وتأثيره في الحضارة المصرية القديمة. وفي حديثه كشف هاني لاشين كواليس عن الفيلم قائلًا أنه كان يريد أن ينقل الحضارة المصرية للعالم عبر الموسوعة العلمية لأفلام التراث، وانه قدم الفيلم عام 1980، واشترك فيه قامات سينمائية مهمة، منهم المونتير عادل منير، ومدير التصوير محسن أحمد. و أضاف لاشين أنه حاول من خلاله تقديم شريط صوت مبتكر، وذلك من خلال استخدام مختلف لصوت الآلات الموسيقية، بحيث تخرج الموسيقى بلا شخصية تحصرها في فترة تاريخية محددة، واستعان بمقطوعة للموسيقار العالمي رحمانينوف بدون ايقاعات، وغير في سرعتها لتحقيق هدفه. وتابع أنه لديه أكثر من 60 فيلماً في موسوعة الحضارة المصرية، ومازال يحلم بتقديم المزيد. وأوضح لاشين أنه عندما عرض الفكرة على النجم العالمي عمر الشريف، لم يناقشه في أي شيء آخر غير محتوي الفيلم وكيف سينفذه، وسأله في نهاية الجلسة، هتصور امتي؟،فأجابه غداً في التاسعة صباحا، وفي اليوم التالي وجد عمر الشريف ينتظره داخل الاستديو ليسجل التعليق على الفيلم بصوته. وأعلن هاني لاشين خلال الندوة عن اهداءه نسخة من الفيلم لمعهد السينما، وقال: إنه اهداء لمن أدين له بالفضل في مسيرتي المهنية. وشهدت الندوة بعد استراحة قصيرة عرض الفيلم الروائي القصير «وسط البلد»، والذي يمثل مشروع تخرج المخرج أمير رمسيس في معهد السينما، والفيلم الروائي «مع مرتبة الشرف» مشروع تخرج هاني لاشين سنة 1976، وذلك قبل أن تفتح النقاش حول العملين، والذي بدأه محمد الباسوسي بقوله: أن الرهان دائما على معهد السينما، وان سيناريوهات الافلام التي عرضت اليوم تمثل حالة خاصة في البناء الدرامي، والتي لن نرى الكثير منها في تجارب الشباب من الجيل الحالي. وعن فيلمه قال أمير رمسيس أن «وسط البلد» يمثل تجربة خاصة جمعته مع السيناريست عبدالرحيم كمال، وانا لا فيه علاقتهما بوسط القاهرة، والتي كانت بتلك الفترة بمثابة السوشيال ميديا في العصر الحالي، حيث يلتقي الاصدقاء والمثقفين في المقاهي. وأضاف رمسيس: «كان همنا هو الشعور بالاغتراب، وهو ما عبرنا عنه في الفيلم». وأشار إلى أن مشاهد الفيلم الخارجية في شوارع وسط البلد، كان تجربة ممتعة رغم صعوبتها. وتحدث هاني لاشين عن الصعوبات التي واجهتها في فيلمه «مع مرتبة الشرف»، وقال: «الفيلم تم تصوير في يومين وفق ما كان مسموحا به انذاك، واستخدمنا علبة خام وحدة». وأضاف أن الفيلم به مشاهد كثيرة، ولذلك لذا كان لابد من التحضير الجيد قبل التصوير، وعمل خطة دقيقة لكل مشهد قبل تصويره، كاشفا أن المشرف على مشروع هذا الفيلم كان الفنان العظيم محمود مرسي.