أظهرت برقيات سرية أمريكية تم الكشف عنها، أمس الأحد، أن إسرائيل تشاورت مع مصر وحركة فتح التي ينتمي إليها محمود عباس، الرئيس الفلسطيني، قبل بدء هجومها ضد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة في نهاية عام 2008 . ووفقا لبرقية أرسلت من تل أبيب بتاريخ 2 يونيو 2009، قال إيهود باراك، وزير الدفاع الإسرائيلي، لوفد زائر من الكونجرس الأمريكي: إن إسرائيل سألت عما إذا كانت مصر أو حركة فتح ستكون على استعداد لتولي السيطرة على قطاع غزة بمجرد هزيمة حماس. وقالت البرقية إن "باراك قال إنه لم يكن من المستغرب أن حكومة إسرائيل تلقت ردا سلبيا من الجانبين". ولم تذكر البرقية أن باراك قدم أي تفاصيل أخرى عن المشاورات التي قامت بها إسرائيل مع المسؤولين في القاهرة ورام الله. وشنت إسرائيل هجومها ضد حركة حماس والميليشيات المسلحة المتحالفة معها في نهاية عام 2008، في أعقاب سلسلة من الهجمات الصاروخية التي تعرضت لها البلدات والقرى الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة. وقتل نحو 1400 فلسطيني، بينهم مدنيون في الحرب التي ألحقت أيضا دمارا هائلا بالقطاع، وفقا لمنظمات حقوق الإنسان الفلسطينية. وتم أمس الأحد الكشف عن مئات الآلاف من الوثائق الأمريكية السرية. وحصلت صحيفتا "نيويورك تايمز" الأمريكية، و"الجارديان" البريطانية، ومجلة "دير شبيجل" الألمانية، بالإضافة إلى صحف في فرنسا وإسبانيا على وثائق من موقع "ويكيليكس" الذي يصف نفسه بأنه موقع يكشف عن الممارسات غير الشرعية، والذي رفض تحديد مصدر الوثائق التي حصل عليها .