نقلت برقيات دبلوماسية مسربة عن مسئول صهيوني كبير قوله ان "اسرائيل تشاورت مع القيادة الفلسطينية المدعومة من الغرب ومع مصر قبيل هجومها على قطاع غزة في نهاية 2008 ومطلع 2009". ومن المحتمل ان يمثل كشف موقع "ويكيليكس" عما جاء في هذه المكاتبات احراجا للرئيس الفلسطيني محمود عباس امام حركة حماس التي تحكم غزة. واستشهد في العدوان الصهيوني الذي استمر ثلاثة اسابيع 1400 فلسطيني.
وزعم قادة رام الله ان تل أبيب لم تتصل بهم بخصوص الهجوم.
ويصف خطاب يرجع للثاني من يونيو 2009 من السفارة الامريكية في تل ابيب كيف اطلع وزير الحرب الصهيوني ايهود باراك وفدا زائرا من الكونجرس الامريكي على الجهود لتأمين الاراضي الفلسطينية ولاحياء عملية السلام.
ويقول الخطاب "اوضح ان حكومة اسرائيل كانت قد تشاورت مع مصر وفتح قبيل عملية الرصاص المصبوب سائلا ان كانتا مستعدتين لتولي السيطرة على غزة حين تهزم اسرائيل حماس"، مشيرا الى حركة فتح التي يتزعمها عباس ومستخدما الاسم الذي اطلقته تل أبيب على العدوان على غزة.
وقال باراك "ليس من المستغرب ان تتلقى حكومة اسرائيل ردا سلبيا من كليهما".
ونفى مسئول فلسطيني كبير فى سلطة رام الله أن تكون اسرائيل قد أبلغت الفلسطينيين قبيل هجوم غزة.
وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات "لم يتشاور احد معنا وهذه هي الحقيقة. اسرائيل لم تتشاور قبل الذهاب الى الحرب".
ولم يرد المسئولون في مصر على ذلك حتى الان.
وفكرة تعاون الفلسطينيين والمصريين مع الصهاينة ضد حماس ليست جديدة. فشهود العيان في جنوبغزة وصفوا كيف تراجعت قوات حرس الحدود المصرية قبل سقوط اول قنبلة صهيونية، وزعم وزير الخارجية الصهيوني افيجدور ليبرمان ان عباس حث تل أبيب على سحق حماس خلال الحرب.
لكن لم يسبق ان صور عباس على انه يعرف مسبقا ببدء الهجوم الجوي الذي حدد له منتصف النهار في يوم سبت لكي يوقع اكبر عدد من الفلسطينيين ويقضي على ترسانة حماس من الاسلحة.
وكان باراك قد ظهر على نحو مفاجئ في الاسبوع الذي سبق الهجوم في برنامج فكاهي شهير يبثه التلفزيون الصهيونلي في محاولة تضليل على ما يبدو لحمل حماس على التخلي عن حذرها.
وفي رده على كشف "ويكيليكس" قال المتحدث باسم حماس صلاح البردويل ان الحركة لا تستبعد ان تكون حركة فتح والسلطة الفلسطينية ساهمتا بطريقة او بأخرى في العدوان على غزة لاسباب سياسية مثل اسقاط حماس واستعادة السيطرة على غزة.
واضاف "العدو الصهيوني لن يأخذ اذنا من فتح او غيرها عندما يريد شن حرب على غزة لكنه ربما طلب رأي (اخرين) بخصوص حرب كهذه".
وهون باراك في حديثه للصحفيين يوم الثلاثاء من تأثير ما كشف عنه "ويكيليكس" بشأن صنع السياسة في الدولة الصهيونية.
وقال "احسب ان الناس والدبلوماسيين في كل ركن من اركان العالم سيكونون اكثر حذرا عندما يتحدثون وليس مع الامريكيين فحسب".
واضاف "بخصوص اسرائيل فلا اعتقد ان ضررا قد وقع عليها. لا يوجد اختلاف كبير بحسب اعتقادي بين ما تقرأونه في ويكيليكس وما سمعتموه منا جميعا في افادات سابقة ولو كانت خاصة".