توجه الناخبون في إقليم كتالونيا المترامي الأطراف شمال شرقي إسبانيا إلى صناديق الاقتراع، اليوم الأحد، في الانتخابات المحلية، يرى الكثيرون أنها تمثل اختبارا لرئيس وزراء البلاد، خوسيه لويس رودريجيث ثاباتيرو، الذي تذوي شعبيته بين أوساط الناخبين على خلفية الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها البلاد. يصل عدد المقيدين في الجداول الانتخابية إلى 5.4 مليون شخص، ينتظر أن يختاروا 135 عضوا لبرلمان الإقليم. من المتوقع أن يمنى رئيس وزراء الإقليم، خوسيه مونتيلا، وهو عضو في حزب ثاباتيرو الاشتراكي، بهزيمة منكرة أمام أرتور ماس، زعيم الحزب الوطني الكتالوني "سي آي يو"، الذي ظل يحكم البلاد طوال 23 عاما حتى 2003. وأوضحت استطلاعات الرأي أن حزب "سي آي يو" قد يحصل على أغلبية مطلقة. يحكم مونتيلا، وهو وزير الصناعة السابق في عهد ثاباتيرو، الإقليم من خلال ائتلاف مع حزب اليسار الجمهوري في كتالونيا (آي آر سي) وحزب الخضر اليساري (آي سي في). وقال محللون إن هزيمة مونتيلا ستعكس إلى حد ما تحرر الأسبان من أوهام ثاباتيرو، الذي يرى الكثيرون أنه يتخبط في التعامل مع أسوأ أزمة اقتصادية تواجهها البلاد منذ عقود. نفى رئيس الوزراء خطورة الموقف في بادئ الأمر، غير أنه تبنى سلسلة إجراءات تقشفية لم تلق قبولا شعبيا، وإصلاحات ليبرالية، في محاولة لتهدئة الأسواق المالية التي يتملكها القلق إزاء استقرار الاقتصاد الإسباني. غير أن المخاوف لا تزال قائمة من أن تسير إسبانيا على خطى اليونان وأيرلندا، وتحتاج في نهاية المطاف لخطة إنقاذ دولية. تتمثل المخاوف الرئيسية في هامش عجز الموازنة الذي وصل إلى 11.1% ونسبة بطالة بلغت 20%، لتكون الأعلى بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. يُشار إلى أن إقليم كتالونيا، الذي يبلغ تعداد سكانه 7.5 مليون نسمة، هو أحد أغنى الأقاليم التي تتمتع بحكم شبه ذاتي في إسبانيا، إلا أن نسبة البطالة هناك تصل إلى 17.5%.