اسم المؤلف: Sonia Dayan-Herzbrun اسم الكتاب: Le journalisme au cinéma دار النشر: Seuil عدد الصفحات: 118 صفحة تاريخ الإصدار: مارس 2010 يظن الكثيرون أن إسبانيا مثلها مثل غيرها من دول منطقة اليورو بدأت فيها تداعيات الأزمة الاقتصادية منذ سقوط بورصة وول ستريت، إلا أن الواقع أسوأ من هذا بكثير، فالبلد الذى يترأس الدورة الحالية لدول الاتحاد الأوروبى يعد واحدا من أكثر الاقتصادات المحلية اضطرابا منذ تولى رئيس الوزراء الحالى خوسيه لويس رودريجيث ثباتيرو رئاسة الوزراء فى بلاده حيث إنه وعلى الرغم من استقرار البلاد سياسيا واجتماعيا فإنها تعانى من حالة عدم توازن إقتصادى وتفاقم فى حالات البطالة، وإن بدت طفيفة فإنها الأكبر فى منطقة اليورو كما أنه لم تمنع العلاقات الطيبة للإسبان مع جميع دول العالم من انتقاده داخليا وبعنف من جانب المعارضة التى تتهم حكومة الحزب الاشتراكى برئاسة ثباتيرو بعدم الفعالية على المستوى الدولى وغياب الدور الإسبانى الفعال والبارز خلال سنوات توليه رئاسة الوزراء منذ عام 2004 . ويعد الرئيس ثباتيرو المولود فى مدينة بلد الوليد الأندلسية عام 1960 واحدا من أبرز السياسيين فى تاريخ بلاده خصوصاً فى ما يسمى بالحقبة الديمقراطية وهى التى تلت سقوط حكم الدكتاتور فرانكو وقاد حزبه الاشتراكى فى معركة معارضة سياسية ناجحة خلال عهد رئيس الوزراء السابق خوسيه ماريا أثنار الرئيس السابق لحكومة الحزب الشعبى الذى سقط فى انتخابات 2004 بسبب تفجيرات قطارات مدريد وتحالفه مع الرئيس الأمريكى جورج بوش فى حربه على العراق مما أضر بالصورة الخارجية للبلاد التى تشتهر بقيادتها دائما لمبادرات التقارب بين الحضارات والدعوة إلى السلام باعتبارها ملتقى الشرق والغرب وثقافتيهما وهو ما دفع الإسبان لانتخاب الرئيس صاحب السياسات المعتدلة داخليا وخارجيا وهو ثباتيرو الذى ارتفع نجمة بشكل كبير إلا أنه بعد فترة وجيزة صادف سوء حظ كبيراً على المستوى الاقتصادى لتوجه إليه أصابع الاتهام بسوء القيادة الإقتصادية كما أن موافقته على قوانين الإجهاض ألب ضده الكنيسة الإسبانية المعروفة بقوتها على المستوى الأوروبى وأتساع نفوذها إلا أنه فى عام 2008 تمكن من الحفاظ على منصبة من خلال الانتخابات التشريعية وهو ما يشير إلى ذكائه السياسى البارع كما أن فضائح الرشوة الداخلية لحزب الشعب المعارض أثرت على شعبية المعارضة فى الشارع وهو ما خدم الرجل كثيرا . ويعتبر ثباتيرو بحسب المحللين السياسيين فى إسبانيا من أبرز رؤساء الوزراء الذين قاموا بعمل كبير وملموس فى عدة مجالات فى مقدمتها تعزيز تحالف الحضارات وإضفاء الطابع القانونى على زواج مثلىن الجنس وهو الأمر الذى أكسبه تأييد العلمانيين بشدة فى البلاد بالإضافة إلى دور حكومته فى قوانين التمكين الشخصى ورعاية المعولين وقوانين المساواة الفعلية بين الرجل والمرأة وإنشاء محاكم خاصة لمواجهة العنف ضد المرأة وتنظيمه لقوانين المهاجرين وإدارته لمفاوضات طويلة للسلام مع حركة إيتا الانفصالية فى إقليم الباسك وهى مفاوضات أدارها بنجاح وكان هدفها التحقيق الفعلى للسلام الاجتماعى إلا أن تعنت إيتا وتشددها وقف حائلا دون ذلك. كما يحسب للرجل إقرار حكومته لقوانين إصلاحية بالنظام اأإساسى فى الحكم الذاتى للأقاليم أبرزها أقليم كتالونيا الذى احترم ثباتيرو كثيرا الخصوصية الثقافية له وأعطاه صلاحيات واسعة بالحكم الذاتى المحلى. كتاب «الميكيافليلية» للكاتب الإسبانى خوسيه جارسيا أباد يحاول تحليل شخصية واحد من أبرز رؤساء الوزراء فى تاريخ إسبانيا وربط جميع أحداث فترة حكمه بأمر طريف وهو ابتسامته الغامضة التى لا تفارق الرجل والتى تعطى دائما انطباعاً بالبراءة. ويعرض الكاتب قيام ثباتيرو بالحفاظ على منصبه بأى ثمن بحسب الكتاب الذى صدر حديثا فى مدريد وقدرته الخارقة على صنع التحالفات مع السياسيين ورجال الأعمال أصحاب الكيانات الاقتصادية فى البلاد على حد سواء .