«لا يجب التعامل مع قناة مصر الإخبارية باعتبارها مؤسسة حكومية لا تستطيع أن تعفى العاملين فيها من وظائفهم، وإعادة تقييم المذيعين من آن لآخر أمر واجب للتأكد من قدرتهم على الاستمرار فى أداء دورهم على الشاشة بالشكل المناسب، فالاهتمام بالتدريب المستمر لمقدمى البرامج ضرورة والاستعانة بنجوم الإعلاميين لتقديم بعض برامج القناة أمر وارد لجذب الجمهور خاصة أن أغلب مذيعى القناة وجوه إعلامية غير معروفة» تلك كانت جزءا من توصيات الدراسة التى أعدتها مذيعة قناة النيل للأخبار ياسمين سعيد عن تأثير دور برامج الرأى فى تكوين معرفة المشاهد بالقضايا العامة، والتى تقدمت بها للحصول على درجة الماجستير فى الإعلام من جامعة عين شمس. وجاء ضمن التوصيات أيضا ضرورة تخطى عدد أكبر من الخطوط الحمراء وإتاحة مساحات أكبر من حرية التناول والتعبير عن الرأى خاصة فيما يتناول الحكومة أو الدولة بشكل عام، وألا يقتصر التناول على عرض وجهات نظر الدولة فقط باعتبارها قناة حكومية. وأكدت الدراسة أهمية التنوع فى انتقاء الموضوعات والضيوف، والبحث عن زوايا غير تقليدية فى عرض ومناقشة القضايا، لتخرج البرامج بشكل جاذب للجمهور والانصراف عن البرامج الأخرى. وقالت ياسمين فى دراستها إن تقديم ضيوف من المعارضة، خاصة فيما يتعلق بالقضايا المصرية المحلية الشائكة من شأنه تعزيز ثقة المشاهد فى مصداقية القناة والمعلومات التى تقدمها. فيما انتقدت الدراسة اعتماد قناة الأخبار فقط على الاتصالات الهاتفية واللقاءات الخارجية فى مشاركة الجمهور فى برامجها، وذلك على نطاق محدود، بينما طالبت بضرورة الاهتمام بوسائل المشاركة فى برامج الرأى بالقناة، والاستعانة بالوسائل الحديثة فى هذا المجال ضمن خطة تحديث وسائل العرض. فيما شددت الدراسة على الاهتمام بشكل أكبر بمواعيد إذاعة البرامج، وكذلك الاهتمام بمواعيد إعادتها. وكانت المذيعة ياسمين سعيد قد أجرت دراسة ميدانية على شريحة مكونة من 400 شخصية لقياس مدى تأثير البرامج، التى تقدمها قناة النيل الإخبارية على تشكيل معرفة المشاهد بما يدور حوله من أحداث، وكشفت من خلالها بان التليفزيون يأتى فى المرتبة الأولى كوسيلة للحصول على المعلومات عن القضايا العامة، وأن 38.1% يعتمدون على قناة النيل للأخبار كمصدر للمعلومة، وأن برامج الرأى تحتل المرتبة الأولى فى اهتمام المشاهد، حيث أكد 55.3% أن تلك النوعية هى التى تحوز اهتمامهم، وجاء برنامج التوك شو الصباحى «صباح جديد» فى مقدمة البرامج، التى يهتم بها مشاهدو القناة ممن خضعوا لهذه الدراسة، حيث حصل البرنامج على 44% من أصواتهم. بينما أوضحت الدراسة العديد من النقاط المهمة ومنها اعتماد القناة على الاتصالات التليفونية كوسيلة للتفاعل مع الجمهور بنسبة 43.9%، وطالب 32.4% من الجمهور المصرى فى عينة الدراسة ضرورة العمل على تقديم تغطية أفضل للأحداث. أما عن القضايا التى تشغل الجمهور فجاءت القضية الفلسطينية فى مقدمة القضايا السياسية بنسبة بلغت 73.5%، وفى الشئون الاقتصادية الأزمة المالية العالمية بنسبة 79.5%، وإنفلونزا الخنازير بنسبة «86.3%». ورصدت الدراسة بعض الظواهر المرتبطة بقناة النيل للأخبار ومنها أن الفترة المسائية هى الفترة المفضلة لجمهور القناة، وأن برنامج التوك شو المسائى «من القاهرة» هو الأكثر مشاهدة فى تلك الفترة، وأن البرامج الطويلة نسبيا تتمتع بمساحة مشاهدة أكبر من غيرها، كما رصدت الدراسة اعتماد برامج الرأى على الحوارات مع الضيوف بنسبة أكبر من غيرها، وكذلك الاعتماد على ضيوف محايدين واللجوء للتحليل أكثر من مناقشة تفاصيل القضية ورصد الآراء المختلفة