»أرجو الاهتمام باللغة العربية«.. دعوة ورجاء وجهها أسامة الشيخ رئيس اتحاد الاذاعة والتليفزيون للحاضرين خلال الحفل السنوي لتوزيع جوائز المبدعين.. وهو ما دعانا الي فتح ملف أخطاء اللغة والإلقاء علي الهواء.. والتساؤلات التي نطرحها.. لماذا قل الاهتمام بتدريب المذيعين والمذيعات قبل ظهورهم علي شاشة التليفزيون أو وراء ميكرفون الاذاعة فالأخطاء في النطق والاعراب حتي ولو كان باللهجة العامية لا تغتفر ولا يمكن السكوت عليها لأن المذيع أو المذيعة قدوة لمن يسمعهم ويشاهدهم من الشباب والأطفال. في البداية لابد من الإشارة الي أن معهد التدريب باتحاد الاذاعة والتليفزيون أقدم معاهد تدريب الأعلاميين في المنطقة العربية.. تم انشاؤه عام 3591 ويقوم بعقد دورات لتدريب الإعلاميين داخل وخارج مصر.. ويعمل به مجموعة من أكبر وأفضل خبراء التدريب في العالم العربي ويعقد في العام الواحد ما لا يقل عن 053 دورة تدريبية يدرس بها 0004 اعلامي سنويا.. وهي أعلي أرقام تدريبية علي مستوي العالم وتتراوح مدة التدريب في الدورة الواحدة من أسبوع إلي شهر.. وكان المذيع في الماضي لا يظهر علي الهواء الا بعد اجتيازه عددا من الدورات والتدريبات ولا يتوقف عن الالتحاق بالدورات التدريبية بصفة دورية حتي خروجه للمعاش لتجديد خبراته ومعارفه في الإلقاء واللغة ولا يتوقف الأمر علي الاختيار والرغبة في الالتحاق بها.. أما الان فقد أختلف الحال وأقيمت الدورات لمجرد سد خانة من اجل الترقيه او العلاوة ثقافة التدريب المعلومات السابقة أكدها لنا عادل نور الدين مدير معهد التدريب باتحاد الاذاعة والتليفزيون ورئيس مجموعة التدريب الاذاعي والتليفزيوني باتحاد اذاعات الدول العربية بالانتخاب للمرة الثانية وأشار الي افتقار ثقافة التدريب في المنطقة العربية في الوقت الحالي مؤكدا أن المشكلة تبدأ منذ لحظة الاختيار.. فإذا كان الاختيار خاطئا.. فلن يجدي التدريب فالاستعداد والموهبة يتبعهما الاختيار الجيد أولا ثم يأتي التدريب الذي يستمر مع الاعلامي حتي تنتهي حياته الوظيفية.. فالتدريب الجيد استثمار في البشر وهذا الاستثمار يعطي دائما نتائج جيدة.. بمعني مجموعة يتم اختيارها بعناية ثم يتم تدريبهم للوصول الي مؤسسة ناجحة ورابحة.. ولهذا لابد من تخصيص جزء مهم من ميزانية أي مؤسسة لثقافة التدريب.. وهنا سألته عن مدي تطبيق هذا المبدأ علي العاملين بالحقل الإعلامي.. فقال.. معهد التدريب الان يعود الي ما كان عليه منذ انشائه بمعني أننا بالمعهد بدأنا منذ شهور قليلة في المشاركة في اختيار العناصر المتقدمة للعمل باتحاد الإذاعة والتليفزيون وبدعم كبير من رئيس الاتحاد.. وأصبح لنا دور في اختيار العناصر الجيدة وتدريبها بطريقة منهجية وقد سلكنا هذا الطريق بعد ان كثرت الأخطاء في اللغة والإلقاء.. ليس للمذيعين فقط ولكن للمحررين والمعدين وكل العاملين في الحقل الاعلامي وتم انشاء قسم خاص بالمعهد لتعليم اللغة العربية ولكي تكتمل منظومة التدريب لابد من المتابعة وهذه مهمة المسئولين بالاتحاد بانشاء لجان محايدة تكون مهمتها التقييم الدوري والتطوير المستمر لكل العاملين بالاعلام خاصة المذيعين والمذيعات واستبعاد غير الأكفاء منهم.. وهنا قاطعته متسائلة.. هل تم ويتم تدريب كل المذيعين والمذيعات الموجودين بالقنوات التليفزيونية فأجابني ليس لدي بيان أو قائمة بمن يدخل هذا المجال بلا بلا تدريب أنا أعتمد علي تدريب كل من يتم ترشيحه من القطاعات..! الحلول الجذرية المذيع والخبير الاعلامي عبد الوهاب قتاية أحد خبراء التدريب الكبار بمعهد الإذاعة والتليفزيون ويقوم الان بإعداد دراسة عن الحلول الجذرية لتلافي الأخطاء اللغوية والإلقاء لمذيعي النشرات الإخبارية.. أكد ان هذه الحلول لابد ان تأتي من المنبع بخطوات خمس أولا: التدقيق في الاختيار لكل من يعمل في الحقل الإعلامي وثانيا: عدم ممارسة العمل الا بعد اجتياز الدورات التدريبية وثالثا: المتابعة المستمرة حتي اذا ظهرت أخطاء يمنع المذيع من العمل حتي يجتاز دورات أخري ورابعا: وجود مدققين ومراجعين لتصحيح الكلام وتشكيله للمذيع ومتابعته بشكل دائم خاصة لمذيعي النشرات الاخبارية.. فهذا يقلل من الأخطاء.. وأخيرا الاهتمام بتدريب المحررين بغرفة الأخبار في اللغة والاعراب والتحرير نفسه.. لأنه كثيرا ما تأتي الأخطاء مكتوبة للمذيع من غرفة الاخبار وفي زحمة العمل والهواء تقرأ كما هي خاصة اذا لم يكن المذيع مدربا التدريب الجيد.. ويؤكد عبد الوهاب قتاية ان الاهتمام بتدريب المحررين يقلل من الاخطاء بنسبة 05٪ اضافة الي أهمية الثقافة الذاتية للمذيع لتقوية لغته باستمرار.. فالعلاقة بين المذيع واللغة يجب ان تكون علاقة انتماء وحميمية وأشار الي أهمية أغلاق باب الواسطة في العمل الاعلامي مؤكدا ان الاخطاء اللغوية وأخطاء الإلقاء في القنوات الاذاعية والتليفزيونية الرسمية أقل كثيرا من الاخطاء التي نشاهدها في القنوات الخاصة والتي تشوه اللغة بشكل كبير لانعدام المعايير المهنية في الاختيار حيث تسمح لغير الاكفاء للظهور علي الشاشة حتي بين كبار الصحفيين والرياضيين الذين أصبحت لهم برامج خاصة يتابعها الملايين ويخطئون بكثرة في اللغة والنطق والأعراب والالقاء.. الخ.. لأنه لم يتم تدريبهم ولا يتم مراجعتهم ومتابعتهم.. وفي نهاية حديثه اكد الاعلامي عبد الوهاب قتاية أن الموضوع له أبعاد كثيرة وطويلة ولا يمكن حصرها في اللوم علي العاملين في الحقل الاعلامي فقط فالأخطاء اللغوية اصبحت منظومة مجتمعية في الاسرة والمدرسة والجامعة وصنع المدرس ومناهج التعليم ككل وحتي في كليات اللغة العربية المتخصصة في الجامعات المصرية.. كلنا شركاء في التقصير تجاه بناء مواطن عربي يعرف لغته. مصحح في كل حجرة وحين عرضنا الموضوع علي نادية حليم رئيسة التليفزيون المصري عقبت قائلة: لقد وضعت منذ بدء تحمل مسئوليتي مصححا للغة العربية في كل حجرات البرامج الاخبارية بالقناتين الاولي والثانية والفضائية المصرية.. وبالنسبة للدورات التدريبية للمذيعين والمذيعات فهي دورات إجبارية حيث يلتحق بها المذيعون والمذيعات بعد نجاحهم في امتحانات القبول بالتليفزيون.. ولا يتم ظهورهم علي الشاشة إلا بعد اجتياز الدورة التدريبية التي يدرسون من خلالها القواعد والنطق السليم للغة العربية إضافة الي دراسة فن الإلقاء. وتضيف نادية حليم: قمت مؤخرا بتوصية يتم تنفيذها في جميع القطاعات بضرورة ان يلتحق المذيعون والمذيعات بهذه الدورات من آن لآخر طوال حياتهم العملية وعلي فترات متقاربة لإعادة تأهيلهم المستمر مع الأخذ في الاعتبار المواعيد المناسبة لهم للدراسة حتي يستطيعوا جميعا الالتحاق بهذه الدورات بالمعهد. وتشير الي ان الاستمرار في هذهالدورات التدريبية يساهم في تنشيط الذاكرة والتفاعل الدائم والمستمر الذي يؤدي الي لغة سليمة وإلقاء جيد.