بعد نشره مئات الآلاف من الوثائق السرية عن حربى العراق وأفغانستان، أصبح مؤسس موقع «ويكيليكس»، جوليان أسانج، الرجل الذى تخافه أجهزة المخابرات فى دول الغرب، خصوصا تلك التى شاركت فى غزو البلدين عامى 2001 و2003. أسانج، الذى نشر موقعه مساء الجمعة الماضى 390 ألف وثيقة سرية عن العراق تكشف جانبا مما وصفه ب«حمام الدم» بين يناير 2004 وديسمبر 2008، قال فى مقابلة مع القناة الثانية بالتليفزيون الإسرائيلى أذاعتها مساء أمس الأول: «لا أخشى على حياتى». غير أن الرجل، الذى رافقه حراس أمنيون خلال المقابلة التى أجريت فى مركز إسلامى بقلب العاصمة البريطانية لندن، استطرد قائلا: «لكننا اضطررنا إلى اتخاذ تدابير أمنية وقائية إضافية» بعد «التسريب الأكبر فى التاريخ لوثائق سرية عسكرية»، والذى يكشف جانبا من أعمال القتل والتعذيب. أسانج، الأسترالى الجنسية (39 عاما) مضى قائلا: «أعيش كإنسان مطارد يغير رقم هاتفه الجوال كل يوم تقريبا.. استخدم النقد، وغالبا يكون مستعارا من أصدقائى، بدلا من بطاقات الائتمان» حتى لا يتمكن أحد من تعقبه. ومن حين إلى آخر يصبغ الرجل، الذى أدين فى بدء حياته بالقرصنة المعلوماتية، شعره بلون مختلف، ويطلب الطعام فى المطاعم هامسا كى لا ينتبه إليه أحد، ويقيم فى الفنادق، التى يتنقل باستمرار بينها، بأسماء مستعارة، إذ يرى أن المرحلة المقبلة محفوفه بالمخاطر، وستكون الأخطر فى حياته. ولكونه يحظى فيهما بدعم وبتشريعات مواتية، فإن أيسلندا والسويد هما محطتان مفضلتان فى رحلة مؤسس «ويكيليكس» الدائمة حول العالم، إلا أنه فى الأسبوع الماضى، رفضت الحكومة السويدية طلبا قدمه للإقامة والعمل فى البلاد، حيث لايزال متهما بقضية اغتصاب مرفوعة ضده فى المحاكم السويدية من قبل سيدتين. وخلال مقابلة مع شبكة «سى. إن. إن» الإخبارية الأمريكية نفى أسانج بشدة أن يكون قد اغتصب السيدتين، مضيفا أنهما ربما تكونان جزءا من مؤامرة أمريكية لإلحاق العار به. كما نفى وجود خلافات مع بقية فريق «ويكيليكس» جراء تركز الأضواء عليه، حيث يتردد أن 12 على الأقل من داعمى الموقع تنحو جانبا. أسانج مضى قائلا: «دائما ما نتوقع انتقادات شديدة.. دورى هو أن أكون كالقضيب المضىء الذى يجذب الانتقادات الموجهة لنا، وهذا دور صعب»، وفقا لصحيفة «ديلى تليجراف» البريطانية أمس. تكتم أسانج بشأن العديد من المعلومات الشخصية، والذى بلغ حد رفضه البوح بيوم ولادته بدقة، يرجعه إلى أنهم يواجهون «منظمات لا تخطع لأية قوانين.. نحن فى مواجهة وكالات المخابرات»، خصوصا منذ نشر «ويكيليكس» فى يوليو الماضى 77 ألف وثيقة عسكرية سرية حول أفغانستان، وهو ما أثار انتقادات حادة من وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، التى تتهمه بتعريض حياة جنودها للخطر.