أكد المهندس سامح فهمي، وزير البترول والثروة المعدنية، أن مشروع منجم جبل "السكري" خطوة مهمة في تاريخ صناعة الثروة التعدينية بصفة عامة وصناعة الذهب بصفة خاصة. وقال، في تصريحات للتليفزيون المصري، إن مشروع منجم جبل "السكري" يبشر بمستقبل باهر في مجال التعدين، مضيفًا أن هذا المشروع شهد تطورات كبيرة جدًّا منذ عام 1994، حيث تم توقيع اتفاقية هذا المشروع وأخذ وقتًا في البحث، وعندما جاء وقت الحصاد حصل اختلاف في الرأي بين المسؤولين من الجانب المصري والشركة الأجنبية، وتعطل المشروع عدة سنوات. وأوضح أنه في نهاية أكتوبر 2004 تم البدء في بحث هذا الملف كأحد الملفات المهمة لأنه كان يوجد عملية تحكيم دولي لهذا المنجم بين الشركة الأجنبية والشركة المسؤولة عن المشروع (شركة أوعية المساحة الجيولوجية) في ذلك الوقت، مشيرًا إلى أنه تمت إعادة فتح الملف وتم احتواء الخلاف وإلغاء التحكيم الدولي ليتم البدء في المشروع. وأضاف: "كان أمامنا هدف واضح، لا بد أن يتحقق لأن الثروة المعدنية بصفة عامة في مصر لم تؤكد نجاحها، حيث إن آخر إنتاج للذهب كان عام 1958، وبلغ إنتاج الذهب في الفترة ما بين عامي 1902 و1952 حوالي 7 أطنان فقط، وبالتالي فإن هذا لم يكن قاعدة جيدة للنجاح في قطاع الثروة معدنية. ولفت إلى أن مصر أنتجت 56 كيلوجرامًا من الذهب عام 1958، وكانت تكلفة البيع حوالى 22 ألف جنيه.. مشيرًا إلى أن إنتاجنا منذ يناير حتى الآن 5ر3 طن ذهب وفضة قيمتهم حوالي 700 مليون جنيه. وعن الجدوى الاقتصادية لمشروع جبل "السكري"، قال وزير البترول والثروة المعدنية: إن هذا المشروع كان الاحتياطي المتوقع منه نحو 3 ملايين أوقية من الذهب عندما بدأ العمل به عام 2005، حيث كان سعر الذهب آنذاك ما بين 350 و400 دولار للأوقية الواحدة، وكان المشروع كله قيمته 2ر1 مليار دولار، ولكن نظرًا لحدوث عدد من المتغيرات، أهمها ارتفاع أسعار الذهب وحجم الاحتياطي منه، حيث وصل إلى 14.5 مليون أوقية، فقد أصبح بإمكان المشروع أن يحقق 20 مليون دولار صافي الربح طبقا لتوقعات أسعار اليوم. وأرجع وزير البترول التركيز على الاستثمار في الذهب إلى عدة مزايا، أهمها: بنيته الأساسية الرخيصة، بالإضافة إلى العائد المرتفع منه، فضلا عن أن المنتج يتم نقله بمنتهى السهولة واليسر. وقال فهمي إن منجم جبل "السكري" هو أحد 120 منجمًا لهم قاعدة بيانات، ومن بين 40 اكتشفتهم هيئة المساحة والثروة المعدنية مؤخرًا. وأضاف وزير البترول أنه خلال العام الحالي كان من المفروض إنتاج 200 ألف أوقية، ولكن نظرًا لحدوث بعض المشكلات في محطة الكهرباء وتم علاجها، وبالتالي سيتم إنتاج نحو 160 أو 170 ألف أوقية، مشيرًا إلى أن السنة القادمة سيتم إنتاج 300 ألف أوقية، والسنة التالية نسعى للوصول إلى 600 ألف أوقية. وبشأن النسبة التي تحصل عليها وزارة البترول من إنتاج الذهب من الشركة صاحبة الامتياز في منجم "السكري"، قال وزير البترول: إن الاتفاقية مع الشركة تقضي بحصول الوزارة على 3% إتاوة كل سنة من الإنتاج، ثم بعد ذلك يسترد الشريك قيمة الاستثمارات التي أنفقها على المشروع، حيث إن الوزارة لم تنفق أي شيء، وبعد ذلك يتم اقتسام الإنتاج بنسبة 50% لكل طرف بعد احتساب مصاريف التشغيل. وكشف وزير البترول أنه تم اليوم إنتاج أكبر سبيكة في تاريخ المكان تزن 28 كيلوجراما، وهي السبيكة رقم 183.