حذر الإعلامي حسين عبد الغني، من العودة بالإعلام المصري إلى ما قبل الحراك السياسي الذي شهدته مصر في الفترة الأخيرة وتمثل في إصدار صحف مستقلة وإنشاء قنوات خاصة. وتابع عبد الغني، خلال ندوة نظمها اتحاد المحامين العرب لمناقشة العلاقة بين القضاء والإعلام ومدى تأثير النشر على الخصومة القضائية أمس "القرارات التي تم اتخاذها ضد وسائل الإعلام خلال الفترة الماضية، مقلقة وتعود بنا إلى ما قبل الحراك السياسي والصحف المستقلة". وكانت الساحة الإعلامية قد شهدت عدداً من التضييقات بقرار المجلس الأعلى للقضاء بمنع التصوير داخل المحاكم، فضلاً عن منع خدمة الرسائل الإخبارية القصيرة إلا من خلال تصريح، بالإضافة إلى قرار منع البث التلفزيوني إلا بعد الرجوع لاتحاد الإذاعة والتلفزيون فضلاً عن أزمة جريدة الدستور الحالية. وقال، مدير مكتب قناة الجزيرة السابق، "اتحاد الإذاعة والتلفزيون أبلغ كل الشركات التي تعمل في خدمة البث التلفزيوني، بتسليمه كل الأجهزة الخاصة بالبث خلال الانتخابات البرلمانية المقبلة". وأضاف عبد الغني "بهذا القرار لن تستطيعوا أن تشاهدوا الانتخابات المقبلة مثلما شاهدتم انتخابات 2005"، واصفاً هذه القرارات المتلاحقة بأننا "داخلين على أجواء سبتمبرية، أو خريف غضب جديد". وقال عبد الغني تعليقاً على قرار منع نشر تحقيقات النيابة إلا من خلال تصريح "عدم إتاحة المعرفة يعطي فرصة للتخمينات والتكهنات والإشاعات"، مشيراً إلى أن الصحف لا تلجأ إلى نشر التحقيقات إلا في قضايا الرأي العام التي تهم المجتمع. في حين قالت العميدة السابقة لكلية الإعلام، د.ليلى عبد المجيد، "تغطية الجرائم والحوادث واجب على الإعلام لأن من حق المجتمع أن يتحقق من العدالة وأن المجتمع أخذ حقه بالكامل". ونبهت عبد المجيد إلى ضرورة ألا تكون حرية الإعلام مطلقة "لا يجوز المبالغة في نشر أخبار الجريمة"، لافتةً إلى واقعة اعتذار نقيب الصحفيين، مكرم محمد أحمد، لأسرة هبة ونادين على تجاوز وسائل الإعلام في حقهم. ودعت عبد المجيد إلى ضرورة عمل ورش عمل مشتركة للإعلاميين مع القضاة والمحامين، لضمان تقريب وجهات النظر. من جانبه أيد عضو نادي قضاة الإسكندرية، المستشار أشرف البارودي، قرار حذر التصوير في المحاكم، "مش معقول أكون قاعد على المنصبة وفلاشات الكاميرا في عيني وكاميرات التلفزيون متزاحمة علي، وأنا مطالب بالتركيز في سماع الشهود والدفاع"، وتابع "الإعلام لا بد أن يكون مكفول ولكن في حدود عدم التأثير".
