يبدو أن التحقيق في ملابسات قضية اغتيال محمود المبحوح القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس، قد وصلت إلى طريق مسدود، حيث تصطدم شرطة دبي بصعوبات جمة في القبض على المدعو كريستوفر لوكوود المتهم الرئيسي الحامل لجواز سفر بريطانيا. وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، إن الجهات التي تحقق في عملية الاغتيال تواجه صعوبة في الوصول إلى منفذي الجريمة، مضيفة أن الجهات التي كانت تقف وراء عملية الاغتيال انتحلت هوية المدعو (يهودا لوستيج) الجندي السابق في جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي قتل في حرب 6 أكتوبر- وأصدرت له جواز سفر بريطاني أصلي باسم كريستوفر لوكوود عام 1994، لكن المحققين يعتقدون أن لوكوود قام بتغيير الاسم لكي يتمكن من التنقل في الشرق الأوسط بدون أن يثير أية شبهات. وفي ذات السياق، أشار موقع "راديو إسرائيل" الإلكتروني إلى أنه تبين من تقصي الحقائق الذي أجرته صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية أن لوستيج المسجل في وزارة الدفاع كأحد قتلى جيش الاحتلال عام 1973، مسجل أيضا في وزارة الداخلية الإسرائيلية كأعزب يقيم في عنوان وهمي في تل أبيب. وبحسب التحقيقات فإنه في عام 1994 تبين أن لوكوود هو يهودا لوستيج الذي ولد عام 1948، وتم تسجيله في وزارة الدفاع الإسرائيلية على أنه أحد القتلى الذين سقطوا في عام 1973. وقد نشرت صحيفة "هآرتس" صورتين الأولى ل لوستيج، والثانية ل لوكوود، وتظهران التشابه الكبير في الملامح. كما لفتت الصحيفة إلى أن يهودا لوستيج مسجل في وزارة الداخلية الإسرائيلية، ولديه سيرة حياة مماثلة لمن يفترض أنه جندي إسرائيلي قتل في حرب 1973 وبنفس التفاصيل الشخصية، إلا أنه بحسب وزارة الداخلية مسجل كأعزب ولم يقتل في الحرب، بل يقيم في شارع "ألينبي 10 في تل أبيب"، علما أنه في هذا العنوان لا يقيم أحد، وإنما هو أحد الأكشاك في الشارع. وأشار تحقيق "وول ستريت جرونال" إلى أن جميع المشتبه فيهم في الجريمة يحملون جوازات سفر أوروبية مزورة باستثناء بريطاني يحمل جواز سفر صحيحا باسم كريستوفر لوكود (62 سنة)، مشيرة إلى أن الهاتف المحمول الخاص به فتح مؤخرا في فرنسا. بينما عثرت السلطات الأمنية على عنوانه في لندن، واكتشفت أنه في عام 1994 غيّر الرجل اسمه من يهودا لوستينج الذي ولد في اسكتلندا من أبوين يهوديين من فلسطين أيام الانتداب البريطاني، ليصبح اسمه كريستوفر لوكود . وتلك الخيوط التي توصل إليها المحققون أثارت الأمل في العثور على واحد من الذين نسقوا عملية اغتيال المبحوح، أو على الأقل العثور على دليل يثبت اتهامات بتورط جهاز المخابرات الإسرائيلية "الموساد"، لكن هذه الخيوط تلاشت حسبما ذكرت الصحيفة، التي أشارت إلى أن شرطة لندن راقبت مقر إقامة لوكود في العاصمة البريطانية من دون أن يظهر، فضلا على أنه لم يعثر على ما يقود إليه في فرنسا. وتبين أيضا من التحقيقات الصحفية أن لوكوود كان غامضا حتى في الجانب البريطاني من حياته، لم يترك خلفه أي تقارير ضريبية أو فحوصات طبية في العيادات، كما لم يعثر المحققون البريطانيون على أي سجلات صحية أو معلومات ضريبية للمشتبه فيه لوكود.