تسبب اعتذار البابا شنودة عن عدم حضور احتفالات عيد النصر، فى تجدد الشائعات حول اعتكافه بالمقر الباباوى، فيما نفت البطريركية رسميا أن يكون البابا معتكفا، وقال مصدر بالدار البطريركية «البابا تلقى دعوة الحضور بكل ترحيب، لكنه اعتذر لأن صحته لا تسمح له بالسفر إلى الإسماعيلية، حيث يخضع كل يوم اثنين لغسيل كلوى». وأضاف المصدر «نحن الآن مع البابا نناقش الأمور الإدارية المعتادة وسيجرى البابا عظته الأسبوعية يوم الأربعاء كالمعتاد، وسيسافر للإسكندرية مساء الجمعة القادمة لإلقاء المحاضرات المعتادة بالإسكندرية». من جهته، قال القس مكارى يونان، أحد أوسع كهنة الكنيسة القبطية شعبية، إن «التطاول» على البابا شنودة الثالث يعتبر هجوما على كل المسيحيين وعلى المسيح نفسه. وخلال عظته الأسبوعية بالكنيسة المرقسية الكبرى بكلوت بك، قال القس مكارى يونان «نحن الأقباط تتم إهانتنا على مدار السنين فى الإذاعة والتليفزيون والميديا وتعودنا ألا نرد لكن هول ما سمعته يدفعنا لأن نتكلم، فمن العيب أن انسانا أو اثنين أو ثلاثة يتطاولون على البابا والتطاول عليه تطاول على كل المسيحيين وعلى المسيح نفسه». ووسط تصفيق حار من نحو ألفين من الأقباط الحضور قال مكارى: «البابا بحكمته النازلة من السماء استطاع أن يهدئ الأمور ويطفئ النيران المشتعلة بالرغم من تطور الإرهاب ويأتى بعضهم ليقول إن عمر الطائفية فى مصر من عمر اعتلاء البابا للكرسى البطريركى». وأضاف «البابا إنسان غير عادى ده مسيح الرب (تعبيير من الإنجيل يطلق على الأشخاص المختارين من قبل الله وكثيرا ما يطلق على الرسل والأنبياء) وتبقى كل كلمة قيلت فى حق البابا كأنها قيلت فى حق المسيح فهو الإنسان المختار الذى تم تعيينه من قبل الله وليس من قبل الناس كما يتطاول البعض». واستخدم القس مكارى يونان آية من التوراة للاستدلال على مساندة السماء للبابا قال «والرب يقول: الذى اختاره وأمسحه (لرتبة كهنوتية) تثبت يدى معه وابن الإثم لا يذله وأسحق أعادءه أمام وجهه وأضرب مبغضيه». وأضاف «البلد مليانه مسلمين أفاضل وعقلاء يكتبون أحسن مما قد نكتب» ووسط تصفيق حاد استمر لنحو عشر دقائق قال «صديق فى موقع مرموق نظم لقاء بين سبعة مثقفين والبابا وبعد اللقاء قالوا له إن البابا شخص غير عادى لا يمكن أن يكون من عالمنا فهو لا يصلح فقط لقيادة الأقباط بل لقيادة العالم». من جهة أخرى، أشاد الأنبا انطونيوس نجيب بطريرك الأقباط الكاثوليك بالتعايش ما بين المسلمين والمسيحيين فى مصر على مدى 14 قرنا، وقال «منذ وقت دخول الإسلام مصر وهناك تعايش بين المسلمين والمسيحيين، وهذا لا يمنع أن تمر العلاقة بين الطرفين بفترات صعبة، وهذا يحدث بين كافة الجماعات البشرية، الا ان العلاقة تعود إلى طبيعتها». وأعلن الأنبا انطونيوس ان عدد الأقباط الكاثوليك فى مصر لا يتجاوز ربع مليون مسيحى، من أصل نحو 10 ملايين مسيحى. وخلال الموتمر الصحفى الذى عقدته الدار البطريركية بمناسبة بدء فعاليات موتمر سنودس (مجمع) الشرق الاوسط، والذى تنظمه الفاتيكان لأول مرة لبحث وضع المسيحيين فى الشرق الأوسط وسط أغلبية مسلمة، قال الأنبا أنطونيوس «السنودس يأتى لتثبيت المؤمنين فى هويتهم المسيحية واحياء الشركة بين الكنائس الكاثوليكية المحلية ذات الحكم الذاتى، وستعمل الكنيسة الكاثولكية فى الشرق الأوسط عبر السنودس على دراسة وضع المسيحيين فى الشرق الأوسط وتعريفهم بتاريخ الكنيسة فى الشرق الأوسط خاصة أورشليم». وخلال عرضه للوثيقة المبدئية للسنودس قال «إذا كان المسيحيون أقلية ضعيفة فى بلدان الشرق الأوسط إلا أنهم فى كل مكان يعملون بحيوية ويكمن الخطر فى الانطواء على الذات والخوف من الآخر». وكشف الأنبا انطونيوس عن اتفاق جمعه والدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر لتكوين لجنة محلية للحوار بين الأزهر والأقباط الكاثوليك بخلاف حوار الأزهر والفاتيكان والممتد منذ عدة سنوات. ورحب الأنبا أنطونيوس بزيارة الأقباط للقدس وقال «تلك الأماكن المقدسة بها بركة لا يمكن منع أحد منها إلا ان البطريركية لا تنظيم مثل هذه الرحلات لحدوث بعض المشكلات وتخلف بعض الأعضاء عن الرجوع مرة أخرى».