نظمت لجنة الحريات بنقابة الصحفيين مؤتمرا صحفيا، مساء اليوم الأحد، نددت فيه باستمرار حبس عدد كبير من المعتقلين السياسيين، على الرغم من أن التعديل الأخير لقانون الطوارئ نص على عدم اعتقال أي مواطن، إلا فيما يتعلق بقضايا الإرهاب والمخدرات فقط، كما تعهد بالإفراج عن المعتقليين السياسيين، وهو ما لم يحدث إلي الآن، وتحدث العديد من أهالي المعتقلين عن ظروف اعتقال ذويهم، وطالبوا بالإفراج الفوري عنهم. وتحدث حسن عصفور، خال المعتقل محمد عزت، قائلا: "ابن أختي من أنصار السنة المحمدية بمحافظة دمياط، وكل أهالي دمياط يشيدون به وبأخلاقه، لأنه يخطب فيهم ويعلمهم تعاليم دينهم ويؤمهم في الصلاة، ويقوم دائما بحل مشكلاتهم، إلا أن هذا لم يُرض أجهزة الأمن، فقاموا باعتقاله وساوموه على الإفراج عنه مقابل عمله كمرشد لأجهزة الأمن، لكنه رفض ومارسوا ضغطا شديدا عليه منذ ذلك الحين، على الرغم من أنه مريض ويرفضون علاجه". وأضاف والد المعتقل السياسي محمد المعداوي: "اعتقلوا ابني بدون أي ذنب، واقتادوه فجرا من منزله وسط أولاده وزوجته، وحمل معه ملابسه ومتعلقاته الشخصية، وجعلوه ينام على الأرض في البرد الشديد، وعندما كان يريد الذهاب إلي دورة المياه كان يذهب وهو معصوب العينين ويداه مكبلتان بالأغلال خلف ظهره، لقد لجأنا إلى كل الجهات للإفراج عنه، ولم يجبنا أحد، ولم يتبق لدينا إلا مناشدة رئيس الجمهورية". وأكد محامي أحمد ربيع زكي، المعتقل السابق، والذي حضر محاميه نيابة عنه لسوء حالته الصحية جراء ما تعرض له من تعذيب: "أن موكله يعمل مدرسًا للغة الألمانية وقامت أجهزة الأمن باعتقاله، بدعوى أنه يقوم بعمل دعاية انتخابيه لمرشح الإخوان عبد السلام بشندي، الذي يخوض الانتخابات في كل مرة ويكتسح، ولكن النتائج تتبدل لصالح مرشح آخر"، حسب قول المحامي، وقاموا بعصب عينيه واقتياده إلى أحد المعتقلات وممارسة كل أشكال التعذيب ضده، وكانوا يريدون إجباره على الاعتراف بأنه له علاقة بمرشح الإخوان، بالرغم من محاولاته المتكررة لتوضيح أنه ليس له علاقة بهذا المذكور". وأشار المحامي إلى أن أحد الضباط المكلفين بالتحقيق مع موكله هدده بهتك عرضه، إلا أنه ثار وقاومهم، ولكن أكثر من 10 أفراد تكاتفوا عليه وأشبعوه ضربا وركلا، ثم وضعوا أسلاكا كهربائية في أماكن حساسة من جسده، وطلبوا منه اسم المستخدم والرمز السري للدخول إلي بريده الإلكتروني، ولم يجدوا عليه أي رسائل تخص أي نشاط سياسي له، وتساءل المحامي: إلي متى سيستمر هذا الوضع؟. وأوضحت عبلة عبد الفتاح، مصرية الجنسية ووالدة المعتقل الفلسطيني محمد غازي، أن ولدها كان عائدا من جامعته باليمن للاطمئنان على حالتها الصحية، وفي مطار القاهرة تم إلقاء القبض عليه بتهمة أنه ينتمي لحركة حماس، واقتادوه إلي سجن أبو زعبل، وطالبوه بالاعتراف بمكان احتجاز جلعاد شاليط الجندي الإسرائيلي الأسير لدى حركة حماس، وعندما أخبرهم أنه لا يعرف عن هذا شيئًا، ظلوا يعذبون فيه ولا يريدون الإفراج عنه إلى الآن.