تبحث فرنسا حاليا عن وسيط للاتصال بتنظيم القاعدة فى بلاد المغرب الإسلامى للتفاوض معهم من أجل إطلاق سراح الرهائن السبعة ومن بينهم خمسة فرنسيين والذين اختطفهم مسلحو التنظيم فى شمال النيجر الأسبوع الماضى، بحسب مصادر اعلامية ودبلوماسية. وأعلن رئيس الأركان الفرنسى الأميرال إدوار جيو أمس أن خيار التدخل العسكرى ليس مطروحا حاليا لتحرير الرهائن السبعة العاملين بمجموعتى «أريفا» و«ساتوم» الفرنسيتين وهم 5 فرنسيين ومواطن من توجو وآخر من مدغشقر؛ مضيفا أن فرنسا مستعدة لإجراء اتصالات فى أى وقت مع تنظيم القاعدة فى بلاد المغرب الإسلامى الذى كان قد تبنى اختطاف الموظفين السبعة فى الشمال مؤكدا قيامه بعرض مطالب مشروعة على فرنسا فى وقت لاحق. وترى صحيفة «لوفيجارو» الفرنسية أن مرحلة افتتاح المحادثات بين فرنسا وتنظيم القاعدة فى بلاد المغرب الإسلامى هى المرحلة الأكثر صعوبة؛ مفسرة ذلك بأن العقبة الأولى التى ستواجهها فرنسا عند التفاوض مع القاعدة تتمثل فى العثور على القنوات الصحيحة لإجراء الاتصالات. وأكد دبلوماسى أوروبى ذلك قائلا «فى المقام الأول لابد من الحصول على أدلة حول وجود الرهائن أحياء وفى صحة جيدة ثم يلى ذلك مطالب الإرهابيين إلا أن الصعوبة تكمن دائما فى وجود وسطاء كثيرين غالبا لا يمكن الوثوق سوى فى عدد قليل منهم». وأضاف: «إن طبيعة تنظيم القاعدة المشبوهة تجعله يخشى دائما من الخيانة ومن إمكانية تحديد مواقعه عبر طائرات الاستطلاع والأقمار الصناعية وهو ما يجعلهم يصرون على اختيار المفاوضين فى محادثات تحرير الرهائن». وعلق محمد ولد ماتالى أحد كبار زعماء القبائل فى شمال منطقة جاو بمالى وهى منطقة قريبة من المكان الموجود فيه الرهائن السبع حاليا أن أهم الصعوبات التى ستواجه فرنسا ستتعلق بكذب كثير من الأفراد هنا على الدبلوماسيين، كما أن مهربى السجائر والبنزين الموجودين فى المنطقة والذين يتعاملون مع تنظيم القاعدة يقومون بنقل المعلومات». وأضاف «أن أهم شىء لابد أن يؤخذ فى الاعتبار فيما يتعلق بالوسطاء هو أن يتم اعتمادهم من قبل السلطات فى مالى لأن فى تلك الحال فقط يمكن التأكد من صدقهم». من جهة أخرى، أثنت صحيفة «لوموند» الفرنسية فى افتتاحيتها أمس على اللغة المبهمة والغامضة التى تحدث بها الرئيس الفرنسى أثناء تصريحاته المتعلقة بتأمين الإفراج عن الرهائن الفرنسيين بمنطقة الساحل، لأنه حينما يتعلق الوضع باختطاف رهائن فإن التجربة الفرنسية تحمل فى الغالب كل الخيارات فى إشارة إلى فشل العملية العسكرية لتحرير الرهينة الفرنسى «جرمانو» فى أبريل الماضى وقيام تنظيم القاعدة فى بلاد المغرب الإسلامى بقتله. يذكر أن الجيش الفرنسى تمكن أمس من الاتصال بالصحفيين الفرنسيين ستيفان تابونيه وإرفيه جيسكيار المختطفين فى أفغانستان منذ 30 ديسمبر 2009 والتأكد من أنهم بصحة جيدة وأنهم سيكونون أحرارا قبل 25 ديسمبر القادم بينما لا يزال الوضع غامضا فيما يتعلق بمصير البحارة الفرنسيين الثلاثة المنتمين لمجموعة «بوربون» للخدمات البحرية والذين تعرضوا للخطف قبالة سواحل دلتا النيجر عقب مهاجمة سفينتهم.