في16سبتمبر الماضي، قام مسلحو تنظيم القاعدة باختطاف 7 أجانب من موظفي إحدي الشركات الفرنسية العاملة في دولة النيجر، وأعلن متحدث باسم »تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي« مسئوليته عن الاختطاف، واعتبار المخطوفين »رهائن« لن يتم إطلاق سراحهم إلاّ بعد سحب فرنسا قواتها من أفغانستان، وإلغاء جميع القرارات العنصرية التي أصدرتها الحكومة الفرنسية ضد المسلمين المقيمين. وقيل آنذاك أن »الرهائن« نقلوا من »النيجر« إلي »مالي«. ومنذ هذا اليوم ومعظم دول شمال أفريقيا تواصل جهودها العسكرية، والاستخبارية، بحثاً عن الرهائن وفك أسرهم. موريتانيا كانت الأولي في شن الحرب ضد تنظيم القاعدة وقصف مواقعه في عمق الصحراء، مات فيها12من مسلحي التنظيم. فرنسا المعنية الأولي نشرت قوة عسكرية في النيجر مزودة بكل الوسائل التكنولوجية من طائرات رصد بدون طيار، وأجهزة رؤية ليلية بحثاً عن أسراها وتحديد مكانهم. النيجر قدمت كل ما طلب منها لتسهيل عمليات البحث والرصد دون جدوي وهو ما أكد للبعض أن الرهائن ليسوا في النيجر وإنما في مالي. رئيس مالي »آمادو توماني« أكد أمس في حديث لصحيفة »لو باريزيان« الفرنسية عن ثقته الموثقة في أن »تنظيم القاعدة في بلاد المغرب« قام بتوزيع الرهائن السبعة علي عدة مجموعات وكل واحدة في مكان مختلف، وبالتالي فإن الشروط غير متوافرة حالياً للقيام بهجوم عسكري لتحرير الرهائن«. أمس الأول الجمعة فاجأت قناة »الجزيزة« مشاهديها بعرض شريط مسجل لزعيم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب »عبدالملك دروكدل« طالب فيه فرنسا بأن سلامة الرهائن تتوقف علي سرعة انسحاب القوات العسكرية الفرنسية من أفغانستان، أما بالنسبة لإطلاق سراح الرهائن فعلي الحكومة الفرنسية أن تطلب إجراء مفاوضات مباشرة مع زعيم تنظيم القاعدة العالمي: »أسامة بن لادن«. بعد دقائق من عرض الشريط المسجل ظهرت وزيرة خارجية فرنساالجديدة:»ميشيل اليو ماري« عبر وسائل الإعلام لتعلن » رفض بلادها أي إملاء خارجي علي مواقفها وسياساتها«. وأضافت قائلة: »إن فرنسا تقوم بكل ما في استطاعتها من أجل تحرير الرهائن «. ومن جهة أخري.. علق وزير الدفاع الفرنسي السابق »موران« علي الشريط المسجل قائلاً:»إن طلب سحب القوات من أفغانستان تقليدي ومتكرر، لكن طلب التفاوض المباشر مع بن لادن هو الجديد والغريب«. رغم جدية الموضوع، وخطورته علي حياة الرهائن فإن التعليقات، علي شرط التفاوض مع بن لادن، لم تخل من الطرافة والسخرية! هناك من يتساءل:» لا مانع مع مقابلة بن لادن، لكن أين ستدور المفاوضات؟! فمنذ نحو 10سنوات ولا أحد يعرف مقراً دائماً أو مؤقتا لزعيم الإرهاب العالمي«. الأكثر سخرية كانت الإجابات التي تسابق مشاهدو وزوار العديد من المواقع الإلكترونية الفرنسية أبرزها:»لو بوست« للإجابة عن السؤال الطريف، وتقديم اقتراحات للإجابة عنه. أحدهم قدم اقتراحاً، وصفه بأنه الأكثر سهولة وبساطة، يقضي بأن يتم تفاوض الحكومة الفرنسية مع شيخ الإرهاب العالمي بواسطة الهاتف المحمول! المشكلة الوحيدة في تنفيذ هذا الاقتراح هي معرفة رقم المحمول الشخصي ل بن لادن! ومتندر آخر اقترح أن تتم المفاوضات من خلال ممارسة لعبة »عسكر وحرامية«، وهي اللعبة التي يعشقها بن لادن، ولا يتوقف عن لعبها طوال السنوات العشر الماضية. وعلي الحكومة الفرنسية أن تلعبها بدورها، ولا أستبعد أن يلتقيا معاً في مكان ما يقع في الحدود بين أفغانستانوباكستان حيث يعتقد أن بن لادن يتنقل بين كهوف جبالها وأوكار مسطحاتها! ويختتم المتندر الفرنسي اقتراحه بنصيحة يوجهها للحكومة الفرنسية بأن عليها الاهتمام أولاً بتوفير التدريبات الجيدة علي لعبة ال ( cach-cach ) لفريق مفاوضيها، علي أيدي خبراء متخصصين في هذه اللعبة، لأن الجانب الآخر »بن لادن« يعتبر »بطل العالم في اللعبة .. بلا منازع أو منافس«! وثالث قدم اقتراحاً لحكومة بلاده بالاستعانة بأبحاث، ورحلات الرصد والبحث والتنقيب التي قام بها مواطن أمريكي يدعي :»جاري فولكنر« كان يحلم، ولازال، بالجائزة المالية الضخمة 25مليون دولار التي رصدها مكتب التحقيقات الفيدرالي: (FBI) بعد هجمات 11 سبتمبر، لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلي الكشف عن مخبأ أسامة بن لادن والقبض عليه. منذ أن أعلن عن تلك الجائزة ولا هم ولا عمل لهذا الأمريكي غير التنقل بين أفغانستانوباكستان وكشمير وبنجالاديش صعوداً وهبوطاً، وسنة وراء أخري أملاً في تلقي الثروة التي يحلم بها. آخر المعلومات عن »جاري فولكنر« ترجع إلي شهر يونيو الماضي حيث تم القبض عليه علي جبال باكستان المتاخمة للحدود مع أفغانستان!