كشف السفير الأمريكى فى تل أبيب جيمس كونيجهام عن أن بلاده قلقه من انهيار وشيك لمفاوضات السلام بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية جراء تشبث كل منهما حتى الآن بموقفه من الاستيطان فى الضفة الغربيةالمحتلة. فقد أبلغ كونيجهام مبعوثى الاتحاد الأوروبى فى تل أبيب بأن واشنطن قلقة من انهيار مفاوضات السلام خلال أيام إذا لم يتوصل الطرفان إلى اتفاق وسط قبل انتهاء قرار تجميد الاستيطان الإسرائيلى فى السادس والعشرين من الشهر الجارى، بحسب ما ذكرته صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية على موقعها الإلكترونى أمس. ووفقا للدبلوماسيين الأوروبيين فإن السفير الأمريكى شدد على أنه لا اتفاق وسطا حتى الآن حول الاستيطان، وأن بلاده تضغط على حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لإنقاذ مفاوضات السلام. وكشف كونيجهام عن أن لدى واشنطن عدة مقترحات لحل أزمة الاستيطان «لكن واشنطن لن تعرضها إلا إذا طلب الطرفان ذلك، وهو ما لم يحدث حتى الآن»، معربا عن قلق بلاده «لعدم توافر الكثير من الوقت». وكانت مفاوضات السلام المباشرة قد انطلقت فى الثانى من الشهر الجارى، وشهدت جولتى مفاوضات فى واشنطن، وشرم الشيخ والقدس المحتلة لم تسفرا عن جديد جراء الخلافات حول الاستيطان. وحتى الآن يتمسك نتنياهو باستئناف الاستيطان بعد انتهاء فترة التجميد، بالرغم من الدعوات الدولية المتوالية لمد فترة التجميد، ومن أحدثها قول اللجنة الرباعية الدولية (الولاياتالمتحدة، والأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبى، وروسيا) أمس إن «التجميد له أثر إيجابى فيما يسعى الجانبان إلى اتفاق سلام خلال عام». وكذلك دعوة الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون، خلال اجتماعه بالرئيس الإسرائيلى شيمون بيريز فى نيويوك أمس الأول، إلى مد فترة تجميد الاستيطان. وفى تصريحات للصحفيين عقب لقائه عباس فى نفس اليوم، أقر بيريز بأن الاستيطان يمثل «عقبة» أمام عملية السلام. بينما شدد عباس على أنه لن يستمر فى المفاوضات يوما واحدا إذا تم استئناف الاستيطان. وفيما ذكرت القناة الثانية بالتليفزيون الإسرائيلى أن نتنياهو يسعى لطرح مشروع قانون ينص على إجراء استفتاء عام فى حال التوصل إلى أى اتفاق سلام مع السلطة الفلسطينية، أعرب ثلثا الفلسطينيين عن شكوكهم فى قدرة الرئيس الأمريكى باراك أوباما على إنجاز اتفاق سلام يؤدى إلى إقامة دولية فلسطينية مستقلة، بحسب نتائج استطلاع للرأى نشر أمس الأول. الاستطلاع، الذى أجراه المركز الفلسطينى للرأى العام فى بيت لحم على 1010 فلسطينيين، أظهر أيضا أن الفلسطينيين يرغبون فى التوصل إلى اتفاق سلام مع إسرائيل، وفقا لتقرير نشرته صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية على موقعها الإلكترونى أمس. رافضا مقترحا بنشر قوات دولية بين فلسطين وإسرائيل عقب إعلان الدولة الفلسطينية، رأى نتنياهو أن نشر جنود إسرائيليين فى عاصمة الدولة الفلسطينية المستقبلية لن يؤثر على السيادة الفلسطينية، معتبرا أن تواجد الجنود الأمريكيين فى ألمانيا واليابان وكوريا الجنوبية بعد الحرب العالمية الثانية «لم يؤثر مطلقا على سيادة تلك البلاد». ومضى قائلا: «لا أثق بأن القوات الدولية ستقدم الضمانات الحقيقية لحماية إسرائيل وضمان أمنها وسلامتها.. القوة الوحيدة التى يمكن الاعتماد عليها للدفاع عن الشعب اليهودى هى قوة الجيش الإسرائيلى»، بحسب ما نقلته «جيروزاليم بوست» عن نتنياهو فى مؤتمر صحفى عبر دائرة تليفزيونية مغلقة مع بعض الزعماء اليهود الأمريكيين. وفى اعتداء إسرائيلى جديد بحق الفلسطينيين داخل الأراضى المحتلة عام 1948، وقعت مواجهات عنيفة مساء أمس الأول بين مواطنين فلسطينيين وبين قوات الاحتلال ومجموعات من اليهود المتطرفين فى حى بطن الهوى أو الحارة الوسطى فى بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى. وذكر شهود عيان أن المواجهات نشبت إثر تحرش عناصر تتولى حماية يهود متطرفين يقيمون فى منزل استولوا عليه سابقا فى الحى يعرف باسم «بيت يوناتان»، بسكان الحى، وهى ممارسات تتكرر كثيرا خاصة فى الأعياد اليهودية. وعزز جنود الاحتلال من وجودهم فى المنطقة وأغلقوا الشارع الرئيسى فى الحى، وحاولوا تفريق جموع المواطنين بإطلاق كثيف للقنابل الصوتية الحارقة والغازية السامة المسيلة للدموع والرصاص الحى والمعدنى المغلف بالمطاط.