اهتمت الصحف العربية، الصادرة اليوم الاثنين، بعدة قضايا مصرية، أهمها: استقالة الدكتور حسن نافعة من الجمعية الوطنية للتغيير، وتذبذب المعارضة في موقفها من الانتخابات البرلمانية، واشتعال حربين في مصر: حرب اللافتات، وحرب مقاطع الفيديو التي تثير الفتنة الطائفية، وتغطية الصحافة للاثنين بكثافة. استقالة نافعة أوردت صحيفة "القبس" الكويتية خبر عزل الدكتور حسن نافعة، المنسق العام للجمعية الوطنية للتغيير، من منصبه، وعقد اجتماع عمومي في الجمعية يوم 14 سبتمبر لاختيار خلف له. من جانبه أكد الدكتور نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أنه لم يعزل، وإنما استقال من الجمعية بسبب خلافات مع البرادعي حول إدارة الجمعية، وبسبب ما أسماه أمراض النخبة "كالصراعات الشخصية وحب الظهور والتكالب على وسائل الإعلام" داخل الجمعية، مؤكدا على استمراره عضوا فيها. البرادعي لا يستحقنا من ناحية أخرى وصف شريف عبد الغني في صحيفة "العرب" القطرية ما فعله النظام لتشويه صورة البرادعي عبر نشر صور لابنته، وخلط العام بالخاص، وانتهاك حياة إنسانة بريئة للتشهير بوالدها واللعب بالأديان وإشعال الفتنة الطائفية هو جريمة مكتملة الأركان، ولو كانت قد حدثت في بلد يحكمه القانون لتمت محاكمة النظام عليها. وقال عبد الغني إن رهان البرادعي على الناس خاسر، فالحكومات الفاسدة جعلت الشعب فاسدا، مطالبا البرادعي بالعودة من حيث أتى، حيث المجتمعات الجادة التي تحترمه وتقدره باعتباره حاصلا على جائزة نوبل. واختتم قائلا: إن البرادعي لا يستحق شعبًا من المتفرجين الخاضعين، وأن الدكتور أحمد زويل الذي "تم تطفيشه" من مصر ليس بعيدا، بينما من بقي فيها كالمفكر "جمال حمدان" مات وحيدا ومكتئبا من الإحباط. حرب الكليبات في الفتنة الطائفية ومن "الحياة" أيضا أوضح أحمد رحيم أن مصر تشهد الآن حربا على الإنترنت بسبب انتشار مقاطع فيديو لفتيات مسيحيات أسلمن، وأخريات أشيع عنهن إسلامهن وظهرن في فيديو يؤكدن على استمرارهن على الديانة المسيحية. وقالت صحيفة "الشرق الأوسط" إنه بين الاختفاء والظهور، تظل أشرطة الاعترافات المصورة هي بطلة الأزمة وطريقها للحل في نفس الوقت، لكن هذه المقاطع وجدت أيضا من يشكك فيها، باعتبارها "قابلة للتزييف، ولا تنفي تعرض صاحبها للإجبار والقمع". استيراد القمح من إيران ذكرت صحيفة "الراي" الكويتية أن مصر تدرس استيراد القمح من إيران بهدف تنويع مصادر الاستيراد بعد إعلان روسيا حظر تصديره. وقال سيد أبو القمصان، مستشار وزير التجارة المصري، إن الأمر يتوقف على جودة القمح بالنسبة إلى المواصفات المصرية وسعره بالنسبة إلى العروض المتاحة، موضحا أن إيران لم يكن لديها فائض قمح في السنوات الماضية؛ لذا لم تتقدم بعرض لتصديره لمصر. المعارضة متذبذبة ذكرت صحيفة "الشرق الأوسط" أن قيادات ائتلاف أحزاب المعارضة السبعة (الغد- الأحرار- التكافل- الخضر- الجيل- مصر العربي الاشتراكي- شباب مصر) اتفقت على الاجتماع يوم الأحد القادم لبحث تنسيق المواقف فيما بينها لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة. من جانبها رفضت الجمعية الوطنية للتغيير خوض الانتخابات وأعلنت مقاطعتها لها، في الوقت الذي ما زال موقف حزب الوفد والتجمع والعربي الناصري غامضا، ولم تعلن جماعة الإخوان المسلمين عن نيتها بشأن الانتخابات إلى الآن. و أكدت الجماعة، في بيان لها أمس الأحد، أن "موقف الجمعية الوطنية للتغيير بشأن مقاطعة الانتخابات هو توصية ورغبة، وليس قرارا"، ونفى البيان أن يكون هناك طلب رسمي من الإخوان بشأن مقاطعة الانتخابات. الجدران هي الحل كتب محمد صلاح، مدير مكتب جريدة "الحياة" اللندنية في القاهرة، يقول: إن التاريخ يعيد نفسه، فالحديث عن الانتخابات والمطلوب منها والتوريث والتغيير صار مملا، لذلك لم تجد الصحف ما تتناوله سوى اللافتات المعلقة على الجدران وأهميتها ودلالتها، بعد أن ملأت الملصقات شوارع مصر، منها ما يؤيد الدكتور محمد البرادعي وما يؤيد جمال مبارك نجل الرئيس وما يؤيد عمر سليمان. ويبدو أن المسألة أصبحت مصلحة مشتركة بين الصحافة التي تغطي اللافتات وبين السياسة التي تصنعها، للدرجة التي أصبح معها شعار مصر الآن هو "الجدران هي الحل".