منذ استيلاء «المتمردين» الحوثيين على موقع «الزعلاء» العسكرى المشرف على طريق رئيسى يوصل إلى العاصمة اليمنية صنعاء أمس الأول، تتصاعد المخاوف بين اليمنيين من نشوب حرب سابعة بين القوات اليمنية والقبائل الموالية لها وبين المسلحين الحوثيين فى محافظة صعدة شمالى البلاد. فقد بات البعض يعتبر اشتباكات أمس الأول انهيارا لاتفاق وقف إطلاق النار الذى أعلنه الرئيس على عبد الله صالح فى فبراير الماضى، والذى تضمن ست نقاط وضعتها صنعاء كشرط لوقف الحرب السادسة. غير أن طارق الشامى رئيس الدائرة الإعلامية فى حزب المؤتمر الشعبى الحاكم باليمن، وفى تصريحات ل«الشروق» عبر الهاتف من صنعاء، «لم يعتبر ما حدث بداية انهيار لاتفاق فبراير». وأضاف الشامى أن «الاختراقات التى حدثت سواء فى منطقة حرف سفيان أو غيرها ما هى إلا خروقات بسيطة لا ترتقى إلى هدم الهدنة، ويتم احتواء هذه الخروقات، والعمل على عدم توسعها.. ثمة جهود كبيرة من الداخل وأيضا بوساطة قطر لإعادة تفعيل اتفاق وقف إطلاق النار». وفسر ما حدث من انتهاك للاتفاقية بأن «الحوثيين، وبعد أن تأكد لهم جدية الدولة فى عدم السماح بتجدد الحرب، عملوا على اختراق الهدنة فى محاولة لجر الحكومة والقبائل إلى الحرب مجددا، لكننا حذرون جدا من هذه الاستفزازات، ولن نسمح لهم بإطلاق شرارة الحرب مجددا». وتتضمن النقاط الست لاتفاق وقف إطلاق النار التى وضعتها الحكومة، ووافق عليها الحوثيون: «الالتزام بوقف إطلاق النار وفتح الطرقات وإزالة الألغام وإنهاء التمترس فى المواقع وجوانب الطرق، والانسحاب من المديريات وعدم التدخل فى شئون السلطة المحلية، وإعادة المنهوبات من المعدات المدنية والعسكرية، وإطلاق سراح المحتجزين من المدنيين والعسكريين، والالتزام بالدستور والنظام والقانون». كما تشمل «الالتزام بعدم الاعتداء على أراضى المملكة العربية السعودية»، التى دخلت خط النزاع مع الحوثيين فى نوفمبر الماضى إثر تسلل متمردين إلى أراضيها، إلى أن أعلن الطرفان الشهر الماضى انسحاب المتمردين من أراضى المملكة. وتتبادل الحكومة وجماعة الحوثى الاتهامات بارتكاب خروقات تتنافى مع اتفاق الهدنة، حيث تقول وزارة الداخلية إن الحوثيين ارتكبوا 635 خرقا لوقف إطلاق النار، وهو ما اعتبره مراقبون «مؤشرا لعدم وجود حل جذرى للأزمة». ورأى الشامى أنه «من الطبيعى أن يحاول الحوثيون إيجاد مبررات لأفعالهم، ولكن الواقع بالفعل مخالف لهذه الادعاءات، والحكومة لا يمكن أن تسمح لهم بالاستمرار فى استهداف المواطنين». وشدد على أن الجهود القطرية، إضافة إلى الوساطة المحلية، «تؤتى نتائج جيدة فى تهدئة الأوضاع وتسير جيدا باتجاه إعادة تفعيل اتفاق وقف إطلاق النار». يذكر أن شرارة الحرب الأولى فى اليمن انطلقت عام 2005.