أدانت السفارة المصرية في برلين ما وصفته ب"أعمال التخريب المتعمدة" التي ارتكبها بعض المجهولين في النصب التذكاري للشهيدة مروة الشربيني التي قتلت العام الماضي داخل محكمة ألمانية على يد متطرف ألماني، في الوقت ذاته وصفت رابطة "الشجاعة المدنية" التي صممت النصب الأعتداء بأنه "جريمة متعمدة وتحركها دوافع سياسية". وأوضح متحدث باسم شرطة مدينة دريسدن أمس السبت أن المجهولين خربوا ثلاثة أعمدة صغيرة أقامتها رابطة شجاعة المواطنين" من إجمالي 8 كنصب تذكاري يحمل اسم "18 طعنة" في إشارة إلى الطعنات 18 التي تلقتها الشهيدة مروة في مقر محكمة دريسدن على يد متطرف ألماني في يوليو 2009 حيث كانت تقاضيه. وأعلنت السفارة المصرية في برلين في بيان حصلت "الشروق" على نسخة منه أنها ستتابع باهتمام كبير التحقيقات التي تجريها شرطة مدينة دريسدن في ملابسات هذه الواقعة، التي لا تعبر بالتأكيد عن شعور الغالبية العظمى من الشعب الألماني، بعد أن أدانت رابطة "شجاعة المواطنين" في وقت سابق أعمال التخريب. وذكرت رابطة "الشجاعة المدنية" صاحبة فكرة إقامة النصب التذكاري أن المجهولين سرقوا أيضا لوحة المعلومات الخاصة بالجريمة، ووصفت الرابطة – وفقا لما ذكره موقع التلفزيون الألماني دويتشه فيله- الاعتداء على النصب التذكاري للضحية بأنه جريمة متعمدة وتحركها دوافع سياسية. وقالت كرستيان ديموت رئيسة الرابطة، التي تشكلت من مسلمين وغير مسلمين في ألمانيا، إنها (أي الرابطة) لن تعيد نصب الأعمدة المخربة حتى انهاء المشروع، وذلك من أجل لفت الانتباه إلى العنصرية الموجودة في الحياة اليومية. غير أن الشرطة قالت إنه لم يتوفر بعد دليل مباشر على وجود دوافع سياسية، وراء الاعتداء على النصب التذكاري. د. سعد الجزار مدير مركز مروة الشربيني الثقافي في دريسدن أوضح "للشروق" بأن النصب التذكاري كان عمل أهلى وغير حكومى وفى مكان عام بلا حراسة أو إهتمام، ولا عقاب لمن يطوله، إضافة إلى أن الإعلام المرئى لم يتناوله ولم يلفت نظر الجماهير إليه. ووصف نبيل يعقوب رئيس فرع المنظمة العربية لحقوق الإنسان بألمانيا التخريب ب"عمل سياسي متعمد دافعه الكراهية العنصرية". ونقلت دويتشه فيله عنه قوله " إن مثل هذه الأعمال تقوم بها أقلية ولكنها تضر بالحياة المشتركة بين الأجانب وسكان دريسدن وتسيء لسمعة المدينة ولسمعة ألمانيا كلها". واضاف قائلا "لا أعتقد أن هذا حادث منفرد، فظاهرة الاعتداء على متاجر يملكها أجانب وعلى أجانب في دريسدن تتكرر بشكل مستمر. هذا الحدث له قطعاً علاقة بالعنصرية التي تعادي الإسلام، ولكنها تعادي الأجانب أيضاً بشكل عام".