اهتمت الصحف العربية الصادرة اليوم الثلاثاء، بالتناقضات الموجودة في مصر، وأرجعت الأسباب إلى النظام الذي يبدو أنه يعاني من فقدان دوره ووظائفه. واهتمت الصحف أيضا بتحول الشاب خالد سعيد شهيد الطوارئ إلى رمز عام ربما يؤدي إلى حدوث تغيرات سياسية. كما أشارت بعض الصحف إلى أن الحكومة تخلت عن فكرة الصكوك الشعبية المجانية، وإلى انتقاد العرب والفلسطينيين تحديدا لزيارة عمرو موسى الأخيرة إلى قطاع غزة. قدرة تحمل المصريين في خطر أشار الكاتب السوري ميشيل كيلو في صحيفة "القدس العربي" إلى أن المصريين أصبحوا رافضين العيش بالطريقة التي قررها لهم نظامهم، ولم يعد النظام قادرا على حكمهم بالطريقة التي تضمن صمتهم أو موافقتهم، حيث لم يعد الشعب المصري قادرا على الصمت أمام الإجراءات التي تقوم بها حكومته، وعلى قبول سياسات تتجاهل مصالحه وتحرمه من أبسط حقوقه بما في ذلك الحق في العدالة والمساواة. وأوضح كيلو إلى أن هناك تدهورا شاملا في مصر، عبر عن نفسه في 3300 إضراب واعتصام واحتجاج وقعوا خلال عام ونصف. ومن المشاكل التي يواجهها النظام في مصر؛ التوريث الذي أصبح ملفا شائكا خاصة بعد عودة البرادعي، والزيادة السكانية، وتسلط القوى الأمنية لتتحول الدولة إلى دولة عسكرية بوليسية أكثر منها مدنية، وسياسة مصر الخارجية التي عزلتها عن العرب. ومن الاحتمالات التي طرحها الكاتب أن يتحول النظام بعد أن يفقد السيطرة وتضيع وظائفه إلى عبء على نفسه وشعبه، وستتلاشى مبررات وجوده واستمراره، ووقتها، تظهر الحاجة إلى إصلاحه، فيكون أمام أحد احتمالين أو أمامهما كليهما: الانهيار، أو تفجير ما في المجتمع من تناقضات تمكنه من التحكم بالشعب وابتزازه! شهيد الطوارئ تحول إلى رمز لمحاربة عنف الداخلية أشارت صحيفة "الوطن" القطرية أن الشهيد خالد سعيد الذي لقي حتفه على أيدي ضباط الشرطة والمخبرين بقسم سيدي جابر بالإسكندرية، أصبح رمزا مصريا لعنف قوى الأمن تجاه المدافعين عن حقوق الإنسان المصريين، وذلك بفضل الإنترنت. وأدى مقتل خالد الذي بررته وزارة الداخلية بابتلاعه لفافة مخدرات إلى غضب شعبي عارم، ومطالبات بإقالة وزير الداخلية، بينما طالب آخرون بالتحقيق في الواقعة والتصدي للعنف الذي يستخدمه بعض أفرد الشرطة تجاه المواطنين بدعوى قانون الطوارئ. الفلسطينيون يريدون موسى سياسيا فاعلا وليس خطابيا انتقد ماجد عزام في صحيفة "السفير" اللبنانية تأخر زيارة عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية لقطاع غزة، بعد 5 سنوات من إعادة انتشار القوات الإسرائيلية فيها، وألف يوم من الحصار عليها. وأوضح عزام أن موسى رغم تأخره، مرحب به في غزة، لكن كسياسي وليس كمحلل سياسي. فالمطلوب من موسى أن يقدم حلولا ومخارج لتنفيذ القرارات والتوصيات الصادرة عن الجامعة العربية، وكيف يمكن للعرب أن يكسروا أو يفكوا الحصار على ارض الواقع. وأشار عزام إلى أن هناك نوعا من فقدان الثقة بين أطراف القضية الفلسطينية بالداخل، وبين حماس ومصر. وتمنى أن يكون هناك لجنة للإشراف على التنفيذ الدقيق للورقة المصرية.. الحكومة تتخلى عن فكرة الصكوك الشعبية مبدئياً وأوضحت صحيفة "البيان" الإماراتية أن محمود محيي الدين وزير الاستثمار المصري أكد يوم الاثنين، أنه تم التحفظ على فكرة الصكوك الشعبية المجانية، وبالتالي فلا نية لإجراء أي توزيعات على المواطنين سواء في شكل صكوك أو أي أشكال أخرى، مرجعاً التحفظ على هذه الفكرة لأسباب متباينة، منها ما يتعلق بعامل السن لمن يستحق إجراء التوزيع عليهم، وضمانات التوزيع وآلياته، بالإضافة لأسباب أخرى. وقال محيي الدين إنه تمت الموافقة على مقترحين بإنشاء جهاز متخصص لإدارة الأصول المملوكة للدولة كجهاز متخصص يتمتع بإدارة محترفة، بهدف تحسين أداء هذه الشركات ورفع كفاءتها، كما تمت الموافقة على مقترح آخر خاص بإنشاء صندوق للأجيال المقبلة يحفظ حقوقها، وتخصص له نسبة محددة من رؤوس أموال الشركات التي تطرح نسب منها في إطار برنامج إدارة أصول قطاع الأعمال العام، بالإضافة لما قد تخصصه الدولة من أي موارد أخرى.