ستة أسباب علمية قدمها الدكتور علي الدين هلال، أستاذ العلوم السياسية، توضح العوامل التي أدت إلى تخلف الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن الالتزام بالوعود التي جاءت في خطابه الذي وجهه للعالم الإسلامي من جامعة القاهرة منذ عام. السبب الأول في رأي هلال يعود إلى شخصية أوباما نفسه "هو محامي لديه براعة لغوية وقدرة على التعبير ولكنه ليس رجل دولة لديه قدرة على الحسم واتخاذ قرارات". وأضاف هلال خلال كلمته في الندوة التي عقدتها مؤسسة عالم واحد للتنمية أمس الأول، بعنوان "عام على خطاب الرئيس الأمريكي للعالم الإسلامي ماذا قال أوباما وماذا فعل"، أن من بين الأسباب "براءة أوباما وإيمانه بالوعود التي قالها وعدم إدراكه لتعقيدات الحياة" مشيرا إلى اصطدامه باللوبي الصهيوني والرأي العام الأمريكي. وشدد هلال أيضا على اهتمام أوباما بالقضايا الداخلية الأمريكية، وقال أكثر من مرة في كلمته "إن أوباما رئيس منتخب للأمريكيين وليس للعرب، وعليه تحقيق مصالح أمريكا". ولفت أستاذ العلوم السياسية والذي يتولى منصب أمين الإعلام بالحزب الحاكم، لتأثير الظروف الدولية على الوعود التي جاءت بخطاب أوباما، وقال "الرئيس الأمريكي لديه مهمة الحفاظ على صدارة الولاياتالمتحدة وقيادتها للعالم ومواجهة قوى الاتحاد الأوربي والصين وجنوب أفريقيا والهند". وجاء أيضا "التفتت الفلسطيني العربي الإسلامي" ضمن الأسباب التي طرحها هلال والتي أثرت على عدم تحقيق الوعود، كما تساءل "هل مرور سنة كافية لإبداء حكم نهائي على أوباما"؟ واسترجع هلال بعض المشاهد الخاصة بالسياسة الأمريكية، وقال إن الصورة بدأت بظهوره في صورة النبي المخلص وانتهت الآن بأخرى مختلطة لسياسي متردد مذبذب غير قادر على الحسم بل يمكن وصفه باللا سياسي. وشدد هلال على أن الأسلوب اللفظي والشكلي فقط هو الذي تغير في التعامل مع الإسلام والمسلمين، وقال "إن مجمل سياسات بوش مستمرة مع تعديلات لفظية فقط"، مشيرا إلى زيادة الوجود العسكري في أفغانستان وثبات الموقف من الملف النووي الإيراني، وأضاف "ليس مطلوبا من أوباما حل مشاكلنا ولن يحلها إلا إذا توافقت مع المصالح الأمريكية". وشدد هلال على أن التغيير وحل مشاكل المجتمعات تقوم به الشعوب والقوى الوطنية ويظل دور الخارج في التشجيع والدعم فقط. أما الدكتورة منار الشوربجي، الخبيرة في الشئون الأمريكية، فبدأت حديثها باسترجاع ردود أفعال الحاضرين لخطاب أوباما في جامعة القاهرة، منتقدة هتاف البعض له "نحبك يا أوباما"، كما انتقدت التصفيق الذي كان يقابل به بعد قراءته لآيات من القرآن وتساءلت "منذ متى نصفق عند تلاوة القرآن هذا دليل على أننا أمة جريحة تشعر بالانهيار ويسعدها إطراء الخواجات حتى لو كان قراءة الكتاب المقدس". كما انتقدت منار المقولات التي يرددها بعض النشطاء عن تراجع دعم أوباما للديمقراطية، وقالت "ما حدث في عهد بوش لم يكن دعماً للديمقراطية ولكنه ابتزاز للأنظمة العربية وكل ما فعله أوباما هو توقفه عن استخدام الديمقراطية في الابتزاز لتحقيق مصالح إقليمية". وهاجمت منار الدور العربي وقالت "هو جاء وأطلق الوعود ونحن كما في انتظار الفعل"، وتساءلت "كيف يطلب من أوباما اتخاذ موقف مساند لتقرير جولدستون وأبو مازن طالب بتأجيله"؟ وأشارت خبيرة الشئون الأمريكية إلى رد الفعل الأمريكي تجاه جريمة أسطول الحرية، وقالت إن أمريكا ستدفع ثمنا دوليا لمساندتها لإسرائيل في هذه الجريمة. ودعت الشوربجي لعدم التقليل من دور الحركة المدنية العالمية التي أكدت أنها تنزع الشرعية عن الاحتلال الإسرائيلي وقالت "حركات مماثلة هي التي أسقطت النظام العنصري في جنوب أفريقيا".