انحصرت الفنانة لقاء سويدان فى تجسيد دور الفتاة الأرستقراطية الراقية فى معظم أعمالها الفنية إلا أنها قررت التمرد على ذلك عندما خاضت تجربة العرض المسرحى الجديد «ملك الشحاتين» الذى يعرض حاليا على مسرح السلام والمأخوذ عن أوبريت نجيب سرور الذى يحمل الاسم نفسه، ويشاركها البطولة سامى العدل ومحمود الجندى ونجوى فؤاد والمطرب الشعبى ريكو وإخراج محمد الخولى. تقول لقاء: شاركت فى أكثر من «20» عرضا مسرحيا منها «أهلا يا باكوات» و«زكى فى الوزارة» و«عنتر وعبلة» و«حسن ونعيمة»، لكن تقديمى لشخصية «ألماظ» ابنة كبير الشحاتين فى المسرحية لها انطباعات خاصة، لأنها أخرجتنى من قالب الفتاة الارستقراطية التى مللت تجسيدها. وقد عرض على هذا الدور المخرج محمد الخولى والفنان توفيق عبدالحميد إبان توليه رئاسة البيت الفنى ولكننى توجست خيفة فى بادئ الأمر من تلك التجربة غير أن تشجيع الفنان حسين فهمى لى جعلنى أنتهى إلى الموافقة النهائية. وتضيف «كما استهوتنى شخصية «ألماظ» خاصة أنها فتاة شعبية تعيش تحت وطأة ظروف قاسية لكون والدها كبير الشحاتين الذى يجسده الفنان محمود الجندى ووالدتها الراقصة التى تجسدها الفنانة نجوى فؤاد فضلا عن ارتباطها العاطفى «بأبومطوة» الذى يجسده سامى العدل إلا أنها تصل فى النهاية لأن تكون «معلمة» وزعيمة للشحاتين والحرامية بأكملهم. وقد غيرت من لون شعرى ليتناسب مع هوية الشخصية. وعلى الرغم من أن المسرحية مكتوبة منذ أكثر من «40» سنة إلا أنها تلقى الضوء على واقع المجتمعات العربية التى نعيشها حاليا من خلال إسقاطات اجتماعية وسياسية فى قالب استعراضى كوميدى يبعث على ضرورة اتحاد القوى العربية لمواجهة مخاطر الهيمنة الأجنبية على ثرواتها. وفيما يتعلق بدخول لقاء إلى خشبة المسرح من خلال أغنية واستعراض مما يفقدها تحية الجمهور لها تقول أصر زملائى فى المسرحية على تعديل ذلك الدخول بأن أظهر على خشبة المسرح أولا ثم تبدأ الأغنية والاستعراض ولاقى هذا الاقتراح ترحيبا من المخرج. وحول الهجوم الذى واجهه العرض منذ انطلاقه تقول أنا لا أحاسب على شىء يتعلق برؤية المخرج للعرض لأن النقد الوحيد الذى وجه للمسرحية هو غناء ريكو لأغنياته الخاصة «أنابيب» و«طهقان زهقان» لكن المخرج برر ذلك بأنه يصبغ العرض بصبغة العصر الحديث فضلا عن أنه لم يمس النص الأصلى للرواية بأية تغييرات تذكر. كما أن ألحان الموسيقار صلاح الشرنوبى ساعدت فى تأكيد ذلك الانطباع المعاصر وتؤكد على أن النقاد المسرحيين لا يتعدون أصابع اليد الواحدة وجميعهم أشادوا بالعرض وكانت لديهم ملاحظات طفيفة أخذت فى الاعتبار وأنا سعيدة جدا بإشادتهم بدورى الذى أقدمه فى المسرحية مما جعلنى أطوق للذهاب إلى المسرح يوميا لتجسيد تلك الشخصية الممتعة مع فريق العمل الذين تجمعوا على ما هو فى صالح العرض، وتجدر بى الإشارة إلى أنهم عرضوا على أن يتغير وضع وحجم صورتى على أفيش المسرحية لكننى رفضت تقديرا منى لتاريخهم الفنى الذى يفوق عمرى بأكمله.