«اتعلمت حاجات كتير فى سوق الفضة» تصف رباب سالم مصممة الحلى الفضية، تجربتها فى ورش الفضيات بمنطقة خان الخليلى. تعشق رباب الفضة لأنها الحلى البديلة عن الذهب للنساء والرجال، على حد وصفها. وترى قيمتها فى لونها ومعدنها الذى وصفته «بالأصالة»، كما أنه يشبه كثيرا الذهب الأبيض، الذى لاقى رواجا فى رأيها فاق قرينه الأصفر، خاصة مع الفتاة التى لا تحب الذهب «وأنا منهن». عندما زارت خان الخليلى أول مرة وهى طفلة، ارتبطت الفضيات لديها بالمنطقة، وتعترف بأن حبها للفضة «من غير فهم»، وهذا مبرر تعرضها للنصب، من أصحاب الورش، «كان يخفف وزن القطعة ويقولى الفضة غليت». رباب القادمة من إنجلترا، بعد 22 عاما، لتستقر فى مصر، لم تكن تعرف، أن الفضة تباع بالجرام. وبعد وقوعها فى ورشتين «نصابين»، وصلت لورشة عن طريق صديقها، وتراها مميزة «بيحبوا يجربوا الشغل الجديد»، ولا تخشى رباب أن يسرق صاحب الورشة أفكارها ويعرضها للبيع، «طبعا دا ممكن يحصل بسهولة»، لكن ثقتها فى صاحب المكان هى التى تشجعها. درست رباب اقتصاد الدول النامية فى جامعة أكسفورد البريطانية، وبعدها قررت أن تترك أهلها فى لندن، وتعيش فى مصر، وهى تعمل الآن فى الموارد البشرية بإحدى شركات إنتاج السجائر البريطانية. أبرز تصميمتها الفضية، خاتم منقوش عليه صورة الإخلاص بالخط الكوفى، «بيعجب كل الناس»، لكن سعره 600 جنيه، وهذا السبب أدى إلى قلة مبيعاته فى رأى رباب. تبيع رباب الفضة بالقطعة، ولكنها تحاسب الورشة بالجرام، «بعدها بحط نسبة بسيطة لنفسى كمكسب». يلجأ إليها الكثير من محبى الفضة، لتجلب لهم قطعا مماثلة يشاهدونها مع آخرين، ولا تتعجب رباب من عدم ذهابهم إلى ورش الفضة لتقليد القطعة، ولكنها ترى أن هذا أمر طبيعى «فى ناس كتير عايشين فى مصر وعمرهم ما نزلوا خان الخليلى». خمس أشهر هو عمر مشروع روبى للفضيات، كما تطلق على نفسها بالجروب الخاص بها على الموقع الاجتماعى الفيس بوك. تقول رباب، فى ثقة: «أنا بعمل أفكار محدش تانى بيعملها»، وهى لا تضطر أن تضع كل تصميمتها فى المعرض، وتكتفى «بالكتالوج» الذى يحمل كل الأفكار مصورة، ليختار منها الزبائن. تزين روبى كما تشتهر، تصميمات فضيتها بالأقوال المأثورة، الأمثال الشعبية، الأبيات الشعرية، بخلاف القرآن ولا تدع شيئا لم تجربه، «عملت أساور وسلاسل وخواتم من الجنيهات المعدنية». «الدلاية المفرغة على شكل اسم»، تحقق مبيعات عالية لروبى، لأن سعرها بسيط، «150 جنيها للسلسلة والاسم». ابتكرت رباب «استايل جديد فى الدبل»، يتم حفر أسماء الحبيبين من الخارج، وأول دبلة نفذتها كانت لصديقها بالشركة عند خطوبته، أخذتها من أسورة كانت صممتها من قبل حفرت عليها من الخارج «أنا أريد وأنت تريد والله يفعل ما يريد»، ومن هنا بدأت تأتيها طلبات «لأنها عجبت الناس ومشيت معايا». عرضت رباب تصميمتها فى ثلاثة معارض حتى الآن. أول مرة كانت يناير الماضى، فى لندن مسقط رأسها، فى أثناء زيارة أسرتها المقيمة هناك، ومن وقتها «بتيجى طلبات كثير من الناس هناك»، وترسلها مع أصدقائها المسافرين من القاهرة. رغم عملها الذى يأخذ يومها كله تقريبا، فإنها تمارس هوايتها المفضلة فى تصميمات الفضة، التى تأتيها «فجأة»، مستخدمة الخط العربى، بأنواعه فى تزين فضياتها. وهى تميل إلى كتابة لفظ الجلالة «الله»، على منتجاتها. لأن الطابع الإسلامى «يجذب جميع المؤمنين». تتذكر رباب أنها باعت أكثر من قطعة مزينة بالقرآن، ولفظ الجلالة فى بريطانيا، والأكثر مبيعا، حلق كتب عليه «عفا الله عما سلف» بالعربية والإنجليزية، ولكنها تحذر مقتنى قطعها بعدم دخول «الحمام بالقرآن علشان حرام». تشعر رباب بالثقة فى أفكارها الفضية «لو شفت حد لابس حاجة من تصميمى»، بعد أن وصلت مبيعتها 500 قطعة.