يكاد وزير الأمن القومي لدولة الاحتلال الإسرائيلي إيتمار بن غفير، أن لا يدع فرصة لإحراج دولة الاحتلال إلا ويغتنمها؛ إذ لم تمضي عدة أيام على قرارات المحكمة الدولية الملزمة لدولة الاحتلال بتجنب الإبادة الجماعية حتى قام بن غفير بالإشراف على مؤتمر يدعو لتهجير الفلسطينيين قسريا، وفي ملف المساعدات العسكرية فلم تثني حاجة دولة الاحتلال للسلاح الأمريكي، بن غفير، عن أن يدلي بتصريح يهاجم فيه الرئيس الأمريكي جو بايدن، ليضع دولة الاحتلال بأشد المواقف حرجا مع أهم حلفائها ولكن تلك التصرفات لم تكفي لتجعل حكومة الكابينيت ورئيسها بنيامين نتنياهو ليتخذوا إجراءات ضد بن غفير. وتستعرض "الشروق" نبذة عن إيتمار بن غفير وعلاقته ببنيامين نتنياهو، التي جعلت إسرائيل تحتفظ به رغم كثرة مشكلاته. • نشأة متطرفة ذكرت صحيفة نيو يوركر، أن بن غفير ينحدر من أسرة يهودية عراقية مرتبطة بعصابة الأرغون إبان بدايات الاحتلال الإسرائيلي، وقد تربي بين مستوطني الضفة الغربية. وبيّنت صحيفة "هآرتس" العبرية، أن بن غفير أمضى مراهقته في ظل جماعة كوخ المصنفة إرهابية من قبل أمريكا وكندا وأوروبا ودولة الاحتلال. وقد حرض بن غفير وفقا ل"نيو يوركر"، على اغتيال رئيس وزراء إسرائيل السابق إسحاق رابين في ردة فعل على الااتفاقيات بينه ومنظمة التحرير الفلسطينية، ولم يمضي شهر على تحريض بن غفير حتى تم اغتيال رابين بالفعل. • سجل حافل بالسوابق ذكرت صحيفة واشنطن بوست، نقلا عن بن غفير، أنه محمل ب7 أحكام جنائية و55 تحقيق جنائي ومئات المرات من الاحتجاز في السجن نتيجة لجرائم إرهاب وعنصرية. • بن غفير قبلة حياة لنتنياهو وذكرت صحيفتا جيروزاليم بوست، والجارديان البريطانية، أنه عقب فترة طويلة من الحكم تمتع بها نتنياهو واجه أزمة انتخابية بين عامي 2019 و2021 حيث عجز الحزبان المهيمنان على الكنيست من تشكيل أغلبية لتنعقد 4 انتخابات في سنتين كاد خلالها تيار اليسار مدعوم بعرب 48 أن يسحب البساط من حزب الليكود اليميني. وتفاقم الأمر حين تشكلت حكومة بدون نتنياهو عام 2021. شكل دخول بن غفير على رأس حزبه "العظمة اليهودية"، قبلة حياة لحزب الليكود المتراجع إذ شهد الكنيست أول ظهور لحزب العظمة المتطرف عام 2021 والذي حصل في تحالف مع الحزب الديني الصهيوني على 6 مقاعد كان أحدها من نصيب بن غفير وفقا للتايمز العبرية. تكرر انتصار حزب العظمة عام 2022 ليصبح ثالث أقوىى حزب بالكنيست ولتكون الجائزة تولي بن غفير وزارة الأمن القومي وحرس الحدود بالضفة الغربية. • صانع مشكلات شهدت فترة تواجد بن غفير بالكنيست في 2021، فضيحتين ارتبط اسمه بهما إذ كانت الأولى حين تشابك بالأيدي مع المسئول أيمن عدي بسبب أحد الأسرى المضربين عن الطعام، وأما ثاني الفضائح فكان المقطع المصور لبن غفير وهو يشير بمسدسه مهددا نحو حارس أمن إسرائيلي عربي في موقف سيارات قاعة المؤتمرات بالقدس، وفقا للتايمز الإسرائيلية. استمرت مشكلات بن غفير وما يتبعها من نتائج عند توليه وزارة الأمن القومي، إذ قام مايو الماضي، بتدنيس المسجد الأقصى ما تسبب باحتجاج وزارة الخارجية الأمريكية وعدد من الدول العربية في توقيت إبرام المصالحات مع عدد من الدول العربية. صرح بن غفير وفق بي بي سي، أغسطس الماضي، بأحقية الإسرائيليين في الضفة الغربية أكثر من الفلسطينيين ما تبعه مجددا احتجاج من وزارة الخارجية الأمريكية واتهام من قبل السلطة الفلسطينية لدولة الاحتلال بممارسة العنصرية.
