شككت صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية في رواية جيش الاحتلال الإسرائيلي بشأن وجود عناصر من حركة "حماس" الفلسطينية في مجمع الشفاء الطبي بقطاع غزة. وأفادت الصحيفة بأن جيش الاحتلال لم يقدم دليلا دامغا للآن حول وجود عناصر لحماس في المستشفى، متسائلة هل تبخر 200 عنصر من حماس - زعمت المخابرات الإسرائيلية وجودهم في المستشفى بعد هجوم 7 أكتوبر- في الهواء؟. وكان جيش الاحتلال قد أعلن عن عدم وجود أي اعتقالات لعناصر من حماس خلال مداهمته للمستشفى أمس، بينما أعلنت وسائل إعلام أجنبية عن اعتقال عنصرين فقط، ومقتل 5 عناصر أخرين من حماس خارج المستشفى، ولكن لم يقتل أي منهم داخلها. وذكرت الصحيفة أنه منذ 2014، أكد جيش الاحتلال مرارا أن قياديين بارزين من حماس يستخدمون أنفاقا تحت مستشفى الشفاء للاختباء خلال اندلاع القتال مع إسرائيل. وتوقع محللون بعد بدء الغزو البري للقطاع في أواخر أكتوبر الماضي، بأن يعطي جيش الاحتلال الأولوية للسيطرة على مستشفى الشفاء لكشف الغطاء عن شبكة الأنفاق الممتدة التابعة لحماس وأجهزتها العسكرية في أقرب وقت ممكن. إلا أن الأسبوع الماضي، عانت إسرائيل من تغطية صحفية مروعة على مستوى العالم وانتقادات هائلة من كل النقاد وبعض الحلفاء بسبب حصارها للمستشفى. وأضافت الصحيفة أنه قبل دخول جيش الاحتلال غزة، قدم العديد من كبار مسؤولي الدفاع الإسرائيليين بيانات متناقضة تعكس مدى تعقيد السيطرة على مجمع الشفاء الطبي. وزعم جيش الاحتلال أنه عثر على ملابس ومعدات عسكرية وكاميرات مراقبة ومواد مخابراتية تابعة لحماس، ولكن حتى ذلك يعتبر دليلا ضعيفا جدا على وجود عناصر لحماس في المستشفى، بحسب الصحيفة. واعتبرت "جيروزاليم بوست" أنه رغم سيطرة جيش الاحتلال على شمال غزة ومباني حكومية ومؤسسات لحماس وتدمير العديد من المعدات والأنفاق وقتل أكثر من 5 آلاف عنصر من المسلحين في المعارك، إلا أنه إذا كانت قوات حماس تزيد عن 30 ألف - بحسب تقديرات إسرائيلية- فإن الغالبية العظمى من عناصرها لم تمس قط حتى الآن. وطرحت الصحيفة عدة تساؤلات حول مصير عناصر حماس في حال تمكنوا من الفرار من مستشفيي الشفاء والرنتيسي في شمال القطاع؛ هل يتواجدون في الجنوب؟ أم اندمجوا وسط المدنيين في الشمال والجنوب؟ أو فروا من غزة إلى مناطق أخرى؟. وتوقعت الصحيفة، أنه إذا كانت الغالبية العظمى من حماس لا تزال موجودة ويصعب تمييزها بين السكان المدنيين، فربما قررت حماس التحول من القتال المباشر إلى تكتيكات الضرب والفر. واعتبرت "جيروزاليم بوست" أنه كان من المفترض أن تشكل السيطرة على مجمع الشفاء لحظة حاسمة في الحرب، حيث تكون حماس في أضعف حالاتها ويحتمل القبض على كبار قادتها أو قتلهم. وتابعت: رغم ذلك أثارت السيطرة المزيد من التساؤلات حول ما إذا كانت إسرائيل قادرة على تحقيق هدفها الأساسي المتمثل في إخضاع حماس على المدى الطويل، وهذا دون حتى الاقتراب من مسألة إنقاذ الأسرى والمحتجزين، التي لا يزال يتجنب قادة جيش الاحتلال مناقشتها بعد مرور أكثر من 5 أسابيع على الهجوم.