اندلعت معركة بالأسلحة النارية داخل أحد المواقع التابعة ل"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة"، في شرقي لبنان منذ مساء أمس الخميس، وسط أنباء عن تعرض الموقع لقصف صاروخي، دون أن تتوافر معلومات فورية عن سقوط ضحايا، مما دعا الجيش اللبناني إلى فرض طوق أمني على المنطقة. وذكرت مصادر لبنانية رسمية، أن اشتباكات اندلعت بمختلف أنواع الأسلحة في موقع (عين البيضاء) بمنطقة كفر زبد، حيث سمع صوت إطلاق نار كثيف صباح أمس، ثم بعد فترة هدوء نسبي تجددت الاشتباكات ظهرا وبصورة أكثر عنفا، حيث أفاد شهود عيان بأن الموقع تعرض لقصف صاروخي من موقع آخر في بلدة (قوسايا) المجاورة، يتبع أيضا الجبهة الفلسطينية. ونقلت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام، أن هناك معلومات تفيد بمحاولة عناصر مسلحة من موقع "قوسايا" التسلل باتجاه موقع "عين البيضاء" بهدف احتلاله على ما يبدو، مشيرة إلى أن الجيش اللبناني ضرب طوقا أمنيا في محيط الموقعين، ومنع الدخول إلى المنطقة أو الخروج منها. وفي وقت لاحق من مساء أمس، أصدرت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي اللبنانية بيانا فندت فيه تصريحات أنور رجا مسئول الإعلام المركزي في الجبهة الفلسطينية، الذي اتهم شعبة المعلومات ورئيسها، بالوقوف وراء الاشتباكات، التي شهدتها مواقع الجبهة. وأكدت المديرية العامة لقوى الأمن أن "ما ورد على لسان رجا، عار عن الصحة جملة وتفصيلا، وكان الأجدى به، وهو مسئول إعلامي مركزي التدقيق أكثر بحقيقة ما جرى ويجري داخل تنظيمه، قبل إطلاق الاتهامات على عواهنها، بأسلوب ممجوج وسطحي لم يعد ينطوي على أحد"، وأضاف البيان، أنه "في السياق نفسه، وتوضيحاً للرأي العام، تبين أن ما جرى _في معلومات أولية_ يعد محاولة للسيطرة على أحد مواقع القيادة العامة (موقع الجبيلي) القريب من بلدة كفر زبد، من قبل مجموعة من الجبهة نفسها، بقيادة دريد شعبان الضابط برتبة عقيد، على خلفية إقالته من موقعه منذ فترة". وتابع البيان أن هذا الأمر، أدى إلى حصول اشتباك مسلح مع عناصر الموقع، تم بنتيجتها اعتقال 4 أشخاص من عناصر المجموعة: اللبنانيان علي قاسم عراجي، أبرز كوادر سرايا المقاومة في البقاع الأوسط - تم اعتقال خلال عام 2008 وضبط لديه أسلحة حربية، وخالد رمزي عراجي، من مجموعة علي عراجي ويرافقه دائما. والموقوفان الآخران هما الفلسطينيان محمود عليان من كوادر القيادة العامة، وراجح صالح الملقب ب"راجح اليمني"، من عناصر سرايا المقاومة وهو مقرب أيضا من علي عراجي، وجميعهم مقربون من دريد شعبان، الذي قام بدوره بتسليم نفسه إلى مخابرات الجيش اللبناني.