إن كان الدكتور أحمد زويل العالم المصري الأمريكي المشترك قد أكتشف الفيمتو ثانية فأن لدينا نحن المصريون اختراع قديم ..وهو الساعة 25 فتلك الساعة هي التي نتذكر فيها أن لدينا ارتباط هام لابد من إنجازه أو حدث يجب أو نستعد له، هذا في الجوانب التي نخطط لها ..نترك ساعات اليوم الأربع والعشرون وننتظر حتى ما بعد انتهاء اليوم لنبدأ عملنا!! في أي بطولة يسند ألينا تنظيمها نبقى حتى قبل انطلاقتها بساعات وربما دقائق نلملم الكثير من الجوانب التي كان من المفروض أن ننجزها قبل شهور.. وإن كانت هنا تتجلى عبقرية المصري الذي يعمل في الفيمتو ثانية ما يتطلب عمله أيام وليل .. إلا أنه في النهاية لا يخرج العمل كما ينبغي تضيع الكثير من التفاصيل ودقائق الأمور التي تميز بين العمل وإحسان العمل. هذه مشكلة كبيرة في أسلوب عملنا الرياضي وغيره ..ولكن المصيبة في الضرورات التي نضعها في المهملات إلي أن تحدث منها النكبات !! فالبالوعات المفتوحة في الشوارع والحارات لا يتم الالتفات إليها إلي بعد أن تقع الكارثة وتبتلع إنسان أو أكثر .. والقطارات بإشاراتها التي لا تعمل وفراملها التي لا تربط ..لا نتحرك لتصليحها ألا بعد أن تحدث الكارثة ويسقط العشرات من القتلى والجرحى !! وفي اتحاد الكرة الوضع لا يختلف .. يوم الخميس الماضي فقط تم صرف مستحقات الحكام التي كانت متأخرة منذ سنة كاملة وأكثر .. وبدأ الاتحاد يؤكد على الاهتمام بأحوالهم ويدعوهم سمير زاهر قبلها بأيام ليؤكد ثقته فيهم وتقديم كل العون لهم !! هل فجأة أكتشف الاتحاد أن لديه عنصر هام أسمه الحكام ؟! هل كان المفروض أن يبقوا هؤلاء الناس في الكم المهمل حتى يقع أحدهم أو بعضهم في أخطاء كارثية تؤثر على مسيرة الدوري .. وتفجر الخلافات الحامية بين الأندية وجماهيرها ؟! ألم يكون من الممكن أن يتحرك زاهر ومجلس إدارته لبحث مشاكل الحكام وصرف فلوسهم التي انتظروها شهور طويلة ومنهم من استدان ليسافر لإدارة مباراة ومنهم من حرم بيته وأولاده من بعض متطلباتهم ليشتري ملابس التحكيم وأدواته قبل الكارثة ؟! لو كان فعل ذلك وبادر بالإعداد والرعاية للحكام مبكراً لكان اتحاد الكرة الألماني أو الأسباني أما اتحادنا فهي عادته وعادتنا ولن نشتريها.