ليست لياقة أن يدخل د. زويل البيت الأبيض معزوما علي العشاء، فيترك مائة دولار ثمن الأكل قبل خروجه. في عرف بسطاء بولاق الدكرور.. دفع ثمن العزومة جليطة، وعند الدبلوماسيين، التلويح بالمال في وجه صاحب البيت "سوء أدب". علي قناة دريم، قال د. زويل إنه يفعل، كي ينفض تراب منصب مستشار الرئيس الأمريكي عن نفسه، مع أن مستشار الرئيس الأمريكي ليس وصمة عار. لم يقل د. زويل في دريم لماذا وافق علي المنصب، رغم اعتقاده أنها خطيئة تاريخية. ولا قال ما الذي دفعه لرحلات مكوكية بين واشنطن والقاهرة في زيارات رسمية طلبت فيها السفارة الأمريكية رفع العلمين المصري والأمريكي في استقبال د. الفيمتو ثانية. فلم نسمع أن الأمريكان ضربوه ليقبل، ولا استعطفه سكرتارية أوباما كي يوافق. الدور الذي يود أن يلعبه د. زويل حتي الآن مبهم. والصورة التي يحاول تصديرها الينا غائمة. صحيح.. حاصدو نوبل نوابغ في مجالاتهم، لكن البعض لدينا يعتبرهم كنجوم السينما، ومشاهير كرة القدم، ربما لهذا افردت مني الشاذلي ربع ساعة للحديث مع د. زويل عن "ماركة الموبايل" ونظامه الغذائي اليومي.. واندهشت من بساطته. نموذج مني الشاذلي هو الذي جعل الرجل يهبط مصر من آن لآخر مبشرا ونذيرا، ونموذج مني الشاذلي هو الذي اعطاه الثقة للحديث كالمخلص الفادي في الأساطير اليونانية. نوبل د. زويل في الفيزياء، رغم ذلك صار لدي بعضنا امبراطورا في الاجتماع السياسي، واستاذا في الأدب الشعبي، وحجة في مستقبل شعوب العالم الثالث. سطوة د. زويل لدي البعض، أخافتنا من مزيد من الجوائز العالمية. أوروبا والدول المتقدمة لا يعتبرون جائزة نوبل في العلوم طريقا للتنظير السياسي وفي السويد والمجر والدنمارك وبلجيكا لا يعتبرونها مؤهلا للكلام في الاجتماع السياسي. لو كانت نوبل كذلك لحكمت مدام كوري الغرب، وتسلطن د. شيكاوا علي الصين واليابان والهند وأندونيسيا في الشرق علي الأقل لا مدام كوري يمكن أن تترك ثمن الأكل لو دعاها أحد للغداء، ولا د. شيكاوا ممكن يفكر في أن يخلع "نعليه" علي باب الرئيس أوباما. ليس تقليلاً من د. زويل لكن الطريق الذي رسمه مريدوه، وسار فيه هو الذي أفسد علينا فرحتنا بالفمتو ثانية، والذي اكتشف الفيمتو ثانية. حتي الآن لا نعرف ما الذي يريده مريدو د. زويل. هو أيضا لا يعرف.. فالغريب أعمي ولو كان بصيراً. اللهم أنر بصيرتنا، وقنا شرور أنفسنا.. وسيئات أعمالنا.