لا أتذكر المرة الأخيرة التي جلست فيها أمام شاشة التليفزيون أشاهد برنامجا حتي نهايته... اليوم الثلاثاء 2/2/2010 جلست أربع ساعات كاملة ومتصلة اشاهد برنامجاً لابن مصر وأمريكا والإنسانية الدكتور أحمد زويل علي قناة دريم في حوار مع مني الشاذلي ومحمود سعد عن العالم 2010... وكانت وجبة دسمة لأهمية الموضوع وجاذبية المتحدث... وقد علمت من اصدقاء عديدين أن الأسر المصرية بمختلف مستوياتها ومكوناتها جلست تشاهد وتستمع لهذا الرجل..." القيمة " وقد أعطي الدكتور زويل خلال الأربع ساعات العديد من الدروس والاشارات.... لكن مين يفهم؟ ومين يعمل؟ أشار الدكتور زويل في البداية وأكد أن عضويته في المجلس الاستشاري العلمي للرئيس أوباما "عمل تطوعي" لا يتقاضي عنه أجرا... بل إنه يدفع تكاليف عشائه (100$) في البيت الأبيض... وان مشروعه لمصر يسبق هذا المنصب بالعديد من السنوات... (من أيام الدكتور الجنزوري ثم الدكتور عاطف عبيد)... وان الإدارة الأمريكية يمكنها أن تساعد من يرغب في مساعدتها خصوصا في دائرة العلم والتعليم والبحث العلمي... وليست ابدا مساعدات مفروضة... او شكلا من اشكال الهيمنة. أكد الدكتور زويل أن هناك ثلاث طرق للتقدم... الأولي هي "الديمقراطية الواضحة" التي تفعل ارادة الاختيار لدي الشعوب... والتي قد تخطئ في بعض الأحيان ولكنها دائما تمتلك آلية التصحيح والتقدم.. وأشار كمثال الي التجربة الأمريكية... وإلي فترة الرئيس بوش الابن. والثانية هي "القائد الُمُلهم" الذي يمتلك رؤية واضحة ويحلُم لبلده والقادر علي إلهام وتعبئة الجماهير.. وأشار كمثال الي التجربة الماليزية "مهاتير محمد" والتجربة التركية...... "رجب طيب اردوغان"... مؤكدا علي الفارق الكبير بين الرئيس المُلهم والحاكم المستبد. والثالثة هي حالة الجمع بين الطريقتين الأولي والثانية "الديمقراطية والحاكم المُلهم". أشار الدكتور زويل إلي أن مصر غنية بالكنوز وكل ما ينقصها هو التنظيم والتوجيه... واستشهد سيادته بالقانون الثاني في الثيرموداينمك... أن الطاقة تحتاج دائما الي مُنظم... مُوجه.. وأن غياب المُنظم والآطر الحاكمة يجعلها مهدرة وفي الغالب تُفضي إلي الفوضي. أكد الدكتور زويل أن التعليم نوعان... تعليم آكاديمي وتعليم ثقافي... ونحن في حاجة الي النوع الثاني تعليم ثقافي يدعو الي التفكير ويعلم كيفية التفكير وممارسته.... وأشار ضاحكاً إلي أن نوعية الأسئلة مثل اكتب ما تعرفه عن :لم تعُد لها وجود في التعليم الحديث. أشار الدكتور زويل إلي أن هناك ثلاثة أسس لمشروع النقلة الحضارية... "الأول رؤية علمية للمشروع والثاني قانون يعطي ويضمن حرية الحركة له... والثالث التمويل الأولي للمشروع..." جدير بالذكر أن السبب الرئيسي لاخفاق مشروع زويل هو غياب الأساس الثاني "قانون يعطي ويضمن حرية الحركة" بعيدا عن الروتين الحكومي القاتل للابداع والمعطل لأي تقدم.... لكن الرؤية متوافرة... وأما التمويل فالشعب المصري كفيل به. أشار الدكتور زويل الي التجربة الناجحة في تركيا والتي فُعلت فيها نظرية "النقاط الأكاديمية المضيئة" central of excellent التي ينادي بها الدكتور زويل... ففي التجربة التركية 99% من التعليم الجامعي مازال يقدم في الجامعات الحكومية أما "النقاط الأكاديمية المضيئة" فتقدم 1% منه... وأنه خلال الصيف تقدم النقاط المضيئة لأعضاء تدريس الجامعات الحكومية محاضرات من أجل مواكبة التقدم العلمي... وتقليل فترات وتكلفة التحول... وأن ميزانية التعليم ارتفعت من 0.001% الي 1% من الميزانية. كذلك أشار الدكتور زويل الي التجربة الصينية والنقلة الكبيرة التي حدثت خلال العشر سنوات الأخيرة...رفعت معدل النمو الي 10%... وأن أكثر من 50% من طلاب الدراسات العليا في جامعات القمة بالولايات المتحدةالأمريكية قادمون من الصين!!! أكد الدكتور زويل أن تقدم المنطقة العربية مرتبط بتقدم مصر... والعكس صحيح. سؤالي لصاحب القرار... هل يمكن استثمار مشروع زويل استثماراً سياسياً؟ كما يستثمر الأن الأنجاز الرياضي لفريق كرة القدم القومي... خصوصاً بعد أن أعلن الدكتور زويل أنه ليس له أي طموح سياسي في المستقبل... أن الأجيال القادمة هي التي سوف تدفع فاتورة عدم تفعيل مشروع زويل... وسوف يحاسب التاريخ كل من وقف حجر عثرة أمام هذا المشروع واستعادة مصر لمكانتها في المنطقة والعالم.