فى الحادية عشرة من مساء اليوم ستكون المحاولة للرد على السؤال الصعب: ما هو تفسيرك لانهيار دبى وعجزها عن مواجهة الأزمة الاقتصادية العالمية؟ الكثير من المحللين الاقتصاديين العرب يستطيعون أن يردوا على السؤال بدقة وموضوعية. «لكن صعب تلاقى واحد منهم يطلع فى التليفزيون ويقول الأسباب الحقيقية، لأسباب سياسية أو لخوفه من فقدان وظيفته فى الخليج». الحديث لنجلاء العمرى، رئيس تحرير برنامج «ما لا يقال»، أحدث برامج التليفزيون العربى لهيئة الإذاعة البريطانية، بى بى سى، الذى تذاع الحلقة الأولى منه مساء اليوم. أسباب أزمة دبى الاقتصادية هى واحدة من عشرات الموضوعات التى يعرفها الكل، وعلى الرغم من ذلك يتفادى الجميع الحديث عنها بشكل علنى وواضح، لتظل فى طى الكتمان، «لأن مساحات ما لا يقال فى عالمنا العربى كثيرة جدا». يستمد البرنامج اسمه وأفكار موضوعاته من الإجابات التى جمعها مراسلو البى بى سى من حول العالم العربى، حين سألوا رجل الشارع عما يعتقد أنه غير مطروح للنقاش العلنى. تقول نجلاء إن إحدى أكثر الإجابات شيوعا للجمهور المصرى كانت «شخص الرئيس، فشخص الحاكم فى العالم العربى، من الموضوعات الشائكة التى لا تناقش علنا». يأخذ البرنامج شكلا تصفه نجلاء بالمبتكر وغير المسبوق فى الإعلام العربى، فالبرنامج الأسبوعى يخصص حلقتين عن كل قضية يناقشها البرنامج. الأولى هى فيلم وثائقى عن الموضوع مدته 50 دقيقة، أما الثانية فهى نقاش حول القضية المطروحة بين الجمهور وخبراء وفريق العمل فى الفيلم، تديره مقدمة البرنامج ليليان داود. «فى العالم العربى ما عندناش أفلام وثائقية»، على حد قول نجلاء، فهذا النوع من الأفلام من المفترض أن يعتمد على الدراما الواقعية المستمدة من حياة الناس، والصورة الجذابة، والبحث الجيد. «لكن المفهوم السائد للأفلام الوثائقية فى العالم العربى أقرب للتقرير التليفزيونى الطويل، مجموعة لقاءات من خبراء تمتد لساعة أو أكثر». الوثائقى الأول فى «ما لا يقال»، سيتحدث عن دبى من خلال معايشة 4 شخصيات تكشف الأوجه المختلفةإلى حد التناقض لعاصمة دولة الإمارات العربية. مليونير بريطانى يعيش بدبى منذ أكثر من 13 سنة، يفقد كل ما يملك بعد أن بلغت خسائره 25 مليون جنيه فى عام واحد بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية. مهندس مصرى يعانى صدمة ثقافية من الحياة فى مجتمع المدينة الكوزموبوليتانى شديد الانفتاح. رجل أعمال إماراتى شهير عايش تأسيس الدولة التى صارت فى عقود قليلة إحدى أهم العواصم الاقتصادية فى العالم. وعامل بنجلاديشى من الآلاف الذين قد بنوا المدينة بعرقهم، ولكنهم يعيشون على الهامش، فلا الرخاء الاقتصادى حسّن من أحوالهم البائسة، ولا الأزمة المدمرة زادت من فقرهم. تقول نجلاء إن أغلب الوثائقيات الغربية عن مدينة دبى كانت «شديدة التعالى»، فهى تنظر للمدينة على أنها «فقاعة نشأت فى الصحراء من لا شىء»، وتؤكد نجلاء أن «ما لا يقال» حاول أن يكون شديد الحيادية فى الكشف عن إيجابيات وسلبيات التجربة الإماراتية التى صاغ رؤيتها الشيخ راشد آل مكتوم. تذاع الحلقة الأولى من البرنامج الحادية عشرة من مساء اليوم بتوقيت القاهرة، التاسعة مساء بتوقيت جرينتش. وتتناول الوثائقيات المقبلة مشكلات المتحولين دينيا فى العالم العربى، وعيادات استعادة العذرية، وقد تم تصوير هذه الأفلام فى مصر والمغرب وسوريا ولبنان وفرنسا وإنجلترا والولايات المتحدة. لكن هل من الممكن أن ينتج البرنامج وثائقيا عن شخص الرئيس كما طالب الجمهور المصرى؟ تتساءل نجلاء ضاحكة قبل أن تجيب: وليه لأ؟.