عبرت الكاتبة والروائية إيناس حليم عن سعادتها بالتعاون مع دار الشروق، لتصف التعامل مع الدار بأنه "احترافي ومهني"، وذلك قبل أن تشير إلى أن فكرة أحدث أعمالها رواية "حكاية السيدة التي سقطت في الحفرة"، قد وردت إليها في العام 2011، حينما كانت تقوم ببحث تفصيلي عن محافظة الإسكندرية. جاء ذلك خلال حفل إطلاق وتوقيع رواية "حكاية السيدة التي سقطت في الحفرة" للكاتبة إيناس حليم، اليوم الأربعاء، في بمبنى قنصلية، حيث أدار الحفل مصطفى الطيب. أضافت بعدها: قرأت في تلك الفترة جملة جذبتني واستحوذت على انتباهي، وهي أن "شارع النبي دانيال في الإسكندرية يبتلع الفتيات"، حينها لمعت في ذهني فكرة حول كيفية اختفاء الأشخاص من العالم بشكل تام، فلا يستدل عليهم بأي أثر أو جثة أو بقية من أي شيء، كنت مفتونة للغاية بتلك التصورات، وشعرت بصدمة حينما لم أجد أحد تطرق لها إطلاقا من قبل. وواصلت حديثها: أنا مفتونة بالإسكندرية على وجه العموم، وبالتالي كل ما يمت لها بصلة من حكايات ومرويات وخيالات، وفي أحدث أعمالي سيلمس القارئ ذلك، ولكن لن يتمكن للقارئ التعرف بسهولة على ما الذي حدث تحديدا للفتاة، فمن يقرأ الرواية ليعرف ماذا حدث للفتاة لن يجد مبتغاه، حيث الرواية تتصدى لتقديم مفهوم أوسع من ذلك بكثير. وأوضحت: "خلال الفترة الماضية، لم أكن أعيش في الداخل المصري، ولكن كنت أزور البلاد مخصوص لكي استكمل عملية الكتابة، وقد ساعدتني في ذلك بشكل كبير، الكاتبة الروائية هبة خميس". يذكر أن أجواء رواية "حكاية السيدة التي سقطت في الحفرة" جاء من ضمنها: "يحكون عن شارع النبي دانيال، عن أسطورة انشقاق الأرض وابتلاع الفتيات الجميلات في عز الظهر، عن بائع أحذية ضاع برفقة بضاعته داخل سرداب متجره، وعن أرجل حِمار غاصت يومًا ما في بئر مقبرة. عن مقبرة ضائعة لملك أراد الوصول إلى نهاية العالم، وإلى نهاية البحر.. تنبأ عرَّاف بأن المدينة التي سوف يدفن جثمانه فيها لن يقوى أحد على قهرها، وبأنها سوف تعرف السعادة إلى الأبد. بدءًا من لُغز شَغَل مدينة الإسكندرية لسنوات؛ لُغز الحفرة التي انفتحت فجأة في شارع «النبي دانيال» وابتلعت فتاة تتأبط ذراع خطيبها فاختفت ولم يُعثر لها على أثر، تخوض بطلة الرواية رحلة البحث عن حقيقة ذلك اللغز وحقيقة الفتاة التي اختفى تاريخها تمامًا أو يكاد. وبالتوازي مع تلك الرحلة التي تتتبع البطلة خلالها خطوات الفتاة المنسية لتكتب رواية، يمتد هاجسها بالتقصي إلى تأملات حول فكرة الحياة والموت والحب والوجود، عالقةً داخل دائرة لُغزها، ناسجةً من ذلك التعلق حكايتها الخاصة وحكايات عن عائلتها وأخرى تخصُّ سكان المدينة". إيناس حليم، كاتبة سكندرية من مواليد 1983، تخرجت في كلية الهندسة، صدرت لها مجموعة قصصية بعنوان «يحدث صباحًا» عام 2013، و«تحت السرير» مجموعة بورتريهات بالعامية المصرية عام 2014 والتي فازت بمنحة مؤسسة المورد الثقافي. حصلت على جوائز في القصة القصيرة، ونُشرت لها نصوص ومقالات في عدد من الصحف والمجلات.
