عارضت الولاياتالمتحدة وبريطانيا قرارمجلس ادارة البنك الدولي بتقديم قرض الدولي لمحطة كهرباء تعمل بالفحم في جنوب أفريقيا بقيمة 3.75 مليار دولار. في خطاب لرئيس البنك الدولي "روبرت زوليك" قال ممثلون في مجلس إدارة البنك الدولي من أفريقيا والصين والهند : إن مثل هذه التحركات تبرز تبعية غير صحية لعملية اتخاذ القرار في البنك لإملاءات عضو واحد. أثارت معارضة أكبر عضوين في البنك الدولي الدهشة لان البلدين يسمحان بتطوير محطات تعمل بالفحم في بلديهما في وقت يبديان فيه قلقهما بشأن تلك المحطات في الدول الفقيرة. ويرجع الجدل الذي يشهده البنك الدولي لتوجيهات جديدة أصدرتها الخزانة الأمريكية للمؤسسات الدولية في ديسمبر بشأن مشروعات الطاقة التي تعتمد على الفحم والتي أثارت غضب الدول النامية بما في ذلك الصين والهند. وترشد توجيهات المندوبين الأمريكيين لتشجيع "بدائل الطاقة الخالية من الكربون أو التي تسبب انبعاثات منخفضة" قبل بديل يعتمد على الفحم ومساعدة المقترضين على إيجاد موارد إضافية لتعويض التكلفة إذ ما كان بديل الفحم أغلى. يغطي جزء من القرض المقدم لشركة "إيسكوم" للكهرباء في جنوب أفريقيا وحجمه ثلاثة مليارات دولار اغلب تكاليف محطة "ميدوبي" التي تعمل بالفحم وطاقتها 4800 ميجاوات وتقع في منطقة "ليمبوبو" الشمالية وهي حيوية لتخفيف العجز المزمن في الكهرباء في البلاد مما أدى لتهاوي الاقتصاد في عام 2008. وسيخصص باقي المبلغ لمشروعات الطاقة المتجددة وكفاءة استغلال الطاقة. اقترحت "إيسكوم " أن تزود" ميدوبي" بأحدث تكنولوجيات متاحة في السوق "للفحم النظيف" الذي يسبب ادني درجات التلوث ولتخزين الكربون والتي تستخدمها معظم الدول الغنية. ولكن ستظل محطة "ميدوبي" مصدر تلوث كبيرا يزيد من صعوبة وفاء أفريقيا بأهدافها لخفض الانبعاثات. ومن المرجح أن يقر مجلس إدارة البنك الدولي القرض في السادس من ابريل ولكنه كشف النقاب عن انشقاق عميق بين القوى الصناعية في العالم والدول النامية بشأن علاج التغيرات المناخية. وقالت "أوبياجيلي إيزيكويسيلي " نائبة رئيس البنك الدولي لمنطقة أفريقيا إن أمن الطاقة في جنوب أفريقيا ضروري للنمو في البلاد وإن العجز أثر على أفريقيا ككل. وصرحت لرويترز :لا يوجد بديل مجد لحماية أمن الطاقة في أفريقيا في الوقت الحالي. انه استثمار انتقالي تجاه اقتصاد يحافظ على البيئة وينبغي أن يكون له مغزى. وتقول جماعات مهتمة بالبيئة إنه ينبغي عدم السماح للبنك بإدارة صندوق التكنولوجيا النظيفة نيابة عن مانحين في الوقت الذي يمول فيه محطات تعمل بالفحم تطلق عشرات الملايين من الأطنان من انبعاثات الكربون الضارة في الجو. وتأتي جنوب إفريقيا والبرازيل في المقدمة بين الدول النامية التي تكافح تغيرات المناخ وتتوقعان أن تصل انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري إلى ذروتها بين 2020 و2025. وعلى العكس فان الولاياتالمتحدة هي الدولة المتقدمة الكبرى الوحيدة التي لم تضع هدفا قانونيا بشأن انبعاثات الكربون