تقرير محمد الشرقاوي: أخيرا.. وضع الرئيس الأمريكي جورج بوش حدا للجدل الذي دار حول العالم بشأن هوية الرئيس المقبل للبنك الدولي بعد اعلان بول وولفويتز الرئيس الحالي للبنك لاستقالته في السابع عشر من مايو الماضي.. فقد اختار بوش مساعد وزيرة الخارجية السابق روبرت زوليك لمنصب الرئيس الجديد للبنك خلفا لوولفويتز رغم مطالبة الكثير من الاصوات في العالم باعادة النظر في الامتياز التي تحظي به الولاياتالمتحدة في تعيين رئيس البنك الدولي. وكانت وسائل الاعلام الامريكية والعالمية قد طرحت عدة اسماء لخلافة وولفويتز منها اضافة لزوليك بول فولكر الرئيس الأسبق للبنك المركزي الامريكي وروبرت كيميت المساعد الحالي لوزير الخزانة ووزير المالية الافغاني السابق أشرف غاني وروبرت هورماتس المدير الإداري لجولدمان ساكس والمساعد السابق لوزير الخارجية الامريكي لشئون الاقتصاد والأعمال. وتوني بلير رئيس الوزراء البريطاني. كما شملت ستانلي فيشر محافظ بنك اسرائيل المركزي ونوجوزي اوكونجي ايويلا وزيرة المالية النيجيرية السابقة وتريفور مانويل وزير مالية جنوب افريقيا وكمال درويش وزير الشئون الاقتصادية التركي السابق. وبحسب قاعدة غير مكتوبة، يختار رئيس الولاياتالمتحدة رئيس البنك الدولي وفي المقابل تختار الدول الاوروبية رئيس صندوق النقد الدولي المؤسسة الدولية الثانية التي انبثقت عن اتفاقات بريتون وودز لسنة 1944. ورغم انتقاد الاوروبيين بشدة لتعيين وولفويتز علي رأس البنك الدولي في يونيو عام 2005 باعتباره احد صقور الادارة الامريكية ومهندس غزو العراق، فإنهم لم يبدوا معارضة واضحة لتولي واشنطن تعيين الرئيس القادم للبنك. غير ان كثيرا من المنظمات الدولية ودولا اعضاء في البنك الدولي مثل استراليا وجنوب أفريقيا والبرازيل وبعض المشرعين الامريكيين طالبوا بأن يفتح المنصب امام مرشحين من مختلف انحاء العالم وان يكون توليه مبنيا علي اساس الكفاءة وليس الجنسية. ورأت هذه الجهات ان الأزمة الحالية تمثل فرصة لانهاء العمل بهذه القاعدة والتأسيس لعملية اختيار تقوم علي كفاءة المرشحين بدلا من جنسياتهم غير ان امانيهم تحطمت علي صخرة الاصرار الامريكي علي الاحتفاظ بالمنصب وترشيح زوليك له والذي يتوقع ان يقبله مجلس ادارة البنك لا سيما أنه لم يسبق رفض أي ترشيح أمريكي لمنصب رئيس البنك. وجاءت استقالة وولفويتز التي ستسري اعتبارا من 30 يونيو الجاري بعد كفاح مرير حتي اللحظة الأخيرة لتبرئة اسمه من أي اتهامات بسوء الادارة بعدما خلصت لجنة شكلها البنك الي مخالفته عدة قواعد داخلية بتدخله في ترقية صديقته شاها رضا خبيرة الشرق الاوسط بالبنك وتأمين زيادة في راتبها حتي وصل الي 193 ألف دولار سنويا وهو ما يتجاوز راتب وزيرة الخارجية الامريكية كونداليزا رايس. من هو روبرت زوليك؟ جاء اختيار الادارة الأمريكية لزوليك لرئاسة البنك الدولي بالنظر الي أن خبرته وعمله لفترة طويلة في مجال التجارة الدولية والتمويل والدبلوماسية يؤهلونه للتحدي الذي يفرضه المنصب "طبقا لما أكده مصدر امريكي". ويوصف زوليك الذي يحتل حاليا منصبا قياديا في بنك جولدمان ساكس، أحد البنوك الأمريكية الكبري، بأنه مدافع شرس عن حرية التجارة ويملك شبكة واسعة من الاتصالات الخارجية. ولد روبرت زوليك الذي اختاره بوش خلفا لوولفيتز في 25 يوليو 1953.. وعمل نائبا لوزيرة الخارجية الحالية كونداليزا رايس خلال الفترة من 22 فبراير 2005 الي 19 يونيو 2006، قبل ان يستقيل من منصبه بسبب خيبة أمله نتيجة عدم تعيينه في منصب وزير الخزانة خلفا لجون سنو وانضم الي بنك جولدمان ساكس الاستثماري كمدير اداري ورئيس ادارة المستشارين الدوليين للشركة. خدم زوليك "54 سنة" في عدة مواقع بوزارة الخزانة خلال الفترة من 1985 الي 1988 ومنها مستشار وزير الخزانة انذاك جيمس بيكر والسكرتير التنفيذي للوزارة ونائب مساعد وزير الخزانة لسياسة المؤسسات المالية.. وفي عهد ادارة الرئيس جورج بوش الأب، عمل مع بيكر الذي تولي وزارة الخارجية مساعدا له للشئون الاقتصادية والزراعية اضافة الي مستشار الوزارة وشملت مسئولياته موضوعات اقتصادية وسياسية وامنية في مختلف مناطق العالم.. وفي اغسطس 1992 تم تعيينه في منصب نائب رئيس العاملين في البيت الابيض. كما عين في عامي 1991 و1992 في منصب الممثل الشخصي للرئيس لقمة الدول الصناعية السبع الكبري. وبعد تركه مناصبه الحكومية، شغل زوليك منصب نائب الرئيس التنفيذي لمؤسسة Fannie mae خلال الفترة من 1993 الي 1997، ثم درس في الاكاديمية البحرية الامريكية 1997 1998 وبعد ذلك شغل منصب كبير المستشارين الدوليين لجولدمان ساكس .واثناء حملة الانتخابات الرئاسية عام 2000، عمل مستشار السياسة الخارجية للرئيس جورج بوش الابن ضمن مجموعة كانت تقودها كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الحالية. وخلال فترة الرئاسة الاولي لبوش الاب