يحاول وزراء الخارجية الأوروبيون استعادة الدور الأوروبي المؤثر في ملف الشرق الأوسط في وقت تلوح بوادر مفاوضات غير مباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين لاستئناف عملية السلام المتعثرة، بمبادرة أمريكية. فمن المتوقع أن تجري كاترين اشتون وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي زيارة للمنطقة خلال أسبوع، وطلبت أن تزور قطاع غزة مع ما يمثله ذلك من رمزية مهمة. والسبت، أيد الوزراء الأوروبيون خلال اجتماع غير رسمي في قرطبة بجنوب اسبانيا، بالإجماع العرض الأمريكي لاستئناف مفاوضات السلام غير المباشرة. وعقب الاجتماع قال ميجيل انخيل موراتينوس وزير الخارجية الاسباني إن "الاتحاد الأوروبي يدعم الجهود الأمريكية, وسيفعل ما بوسعه حتى يصبح حل الدولتين، الإسرائيلية والفلسطينية، حقيقة"، مضيفا أن "الاتحاد الأوروبي يجب أن يكون فاعلا" في المنطقة. وينبغي أن يترجم هذا الالتزام الأوروبي في جولة كاترين اشتون التي تبدأ في 14 مارس، وتشمل إسرائيل ومصر والأردن. ومن المقرر أن تصل كاترين إلى إسرائيل في 17 مارس، وأبدت رغبتها في أن تشمل جولتها قطاع غزة، وقدمت طلبا بهذا الشأن للسلطات الإسرائيلية التي تفرض حصارا على القطاع منذ سيطرة حركة حماس عليه عسكريا في يونيو 2007. وقالت كاترين" "أنا في حاجة إلى تكوين صورة بنفسي عن المشاكل والقضايا التي نعمل على حلها". يذكر أن إسرائيل كانت قد منعت في ديسمبر وفدا برلمانيا أوروبيا من دخول غزة بعدما منحته الموافقة في وقت سابق. ومنذ عام، لم يسمح سوى لوزيرين أوروبيين بدخول القطاع، كان آخرهما مايكل مارتن وزير الخارجية الايرلندية الأسبوع الماضي. وقال مارتن على هامش اجتماع غير رسمي لوزراء الخارجية الأوروبيين "نواجه (في غزة) حصارا غير أنساني جدا، وهو ذو مفعول عكسي بالنسبة إلى عملية السلام". وتعتبر دول الاتحاد الأوروبي الأكثر مساهمة في تقديم المساعدات للفلسطينيين. وقد أكدت كاترين أن الاتحاد سيضاعف التزاماته لمساعدة السلطة الوطنية الفلسطينية على تشكيل البنية التحتية من المؤسسات التي تحتاج إليها الدولة الفلسطينية المرتقبة. وشددت على انه "من المهم جدا أن نواصل تعزيز" التزاماتنا تجاه الفلسطينيين. وقال وزير الخارجية الفنلندي الكسندر ستوب انه "ينبغي على الاتحاد الأوروبي أن يقوم بدور اكبر من دوره في السنوات الأخيرة". ولم يتطرق وزراء الخارجية المجتمعون في قرطبة إلى اقتراح برنار كوشنير وزير الخارجية الفرنسي الاعتراف بالدولة الفلسطينية حتى قبل تسوية مسائل الحدود مع إسرائيل. وفي انتظار التحرك الأوروبي، ينتظر أن يصل الموفد الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل إلى القدس نهاية هذا الأسبوع. كما أن نائب جو بايدن الرئيس الأمريكي سيقوم بداية الأسبوع المقبل بزيارة لإسرائيل والضفة الغربية تستمر يومين.