قالت مصادر فلسطينية أن تونس تتجاهل رغبة الرئيس الفلسطيني محمود عباس في زيارتها، كما رفضت بحث أرشيف الرئيس الراحل ياسر عرفات مع وزير داخلية السلطة الوطنية سعيد أبو علي خلال زيارته تونس. وقالت المصادر في تصريحات لصحيفة القدس العربي اللندنية نشرتها اليوم الاثنين إنه يبدو أن تونس انضمت إلى القيادة الليبية في إظهار القليل من الحماس لاستقبال الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي تعرضت علاقاته في منظومة الدول العربية المغاربية إلى خلل واضح في الآونة الأخيرة، حيث تقدم السفير الفلسطيني في تونس ثلاث مرات على الأقل الأسبوع الماضي بطلب رسمي لاستقبال الرئيس عباس من قبل القيادة التونسية فيما امتنع الجانب التونسي بدوره عن التجاوب مع هذه الطلبات. ووفقا للصحيفة فبعد توقفه الأسبوع الماضي في طرابلس ورفض الزعيم الليبي معمر القذافي استقباله حاول الرئيس محمود عباس المرور إلى تونس طالبا لقاء على مستوى القمة عبر سفارته، لكن السلطات التونسية تجاهلت هذا الطلب حتى بعد تكراره. وخلافا لتوقعات الوفد المرافق لعباس لم تحصل سفارته في تونس على الضوء الأخضر فيما تتزايد خلف الكواليس مبررات ومسوغات أزمة صامتة في العلاقات الرسمية بين تونس ومؤسسة الرئاسة الفلسطينية وهي أزمة عبرت عن نفسها مؤخرا بشكلين، أولا: أعلمت الحكومة التونسية وزير الداخلية الفلسطيني أنها لا تريد وضع ملف أرشيف الرئيس الراحل ياسر عرفات على جدول أعمال زيارته الأخيرة لتونس، وثانيا: برزت انتقادات حادة لمؤسسة الرئاسة الفلسطينية في بعض الصحف التونسية الكبيرة والمقربة من السلطات مثل الشروق وصحيفة الموقف. وتعبيرا عن الأزمة نفسها توقفت الأحزاب التونسية منذ أسابيع عن توجيه دعوات وإقامة أنشطة ذات بعد فلسطيني كما كان يحصل في الماضي بما في ذلك الحزب الوطني التونسي الحاكم.وقال مصدر مقرب جدا من عباس للصحيفة أن علاقات الرئاسة الفلسطينية بليبيا وتونس والجزائر تعتبر الآن في أسوأ أحوالها.