كشفت مصادر فلسطينية مطلعة عن توتر كبير يشوب علاقة السلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس بليبيا وتونس بشكل خاص. وقالت المصادر في تصريحات لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية نشرتها يوم الثلاثاء إن الخلافات مع ليبيا تعمقت عند زيارة عباس إلى ليبيا الشهر الماضي، بعدما رفض عباس طلبا من القذافي بجمعه مع خالد مشعل زعيم حركة المقاومة الإسلامية حماس. وأكدت المصادر الرئاسية أن القذافي كان يخطط لجمع الرئيس الفلسطيني مع مشعل بشكل مفاجئ، ومن ثم إعلانه الاتفاق بين الرجلين، وهو ما رفضه عباس بشكل قاطع. وأوضحت المصادر أن رفض عباس المخطط الليبي أغضب القذافي الذي رد برفض استقباله. وكانت حماس قد أكدت أن ليبيا دخلت على خط المصالحة في إطار تنقية الأجواء العربية قبيل استضافة طرابلس للقمة العربية في نهاية مارس الحالي. وتقول السلطة إنها لن توقع المصالحة إلا في القاهرة، احتراما وتقديرا للجهود المصرية التي بذلت على مدى عامين، وعدم إعطاء الفرصة لإحراج مصر. ووفقا للصحيفة فإن المسألة الثانية التي أثارت خلافات بين السلطة والقيادة الليبية فهي إبقاء ليبيا الباب مفتوحا لدعوة حماس لحضور القمة العربية، وقالت المصادر: إذا كان سيدعو المعارضة الفلسطينية، فعليه أن يدعو كل المعارضة في كل الدول العربية، وعنده أيضا. وأشارت الصحيفة إلى أن السلطة الفلسطينية تفاجأت من تدهور علاقتها بتونس التي طالما احتضنت الثورة وقادتها. وقالت المصادر للصحيفة إن الأرشيف الشخصي للزعيم الراحل ياسر عرفات الموجود في تونس تحت حماية أمنية تونسية، فجر أزمة كبيرة مع تونس التي رفضت تسليمه للسلطة الفلسطينية مرارا. وحسب المصادر فقد أبلغت تونس السلطة أن القانون التونسي يمنع تسليم أرشيف الرئيس الراحل إلا لأحد أقاربه المباشرين. ورفضت السلطة هذا المنطق باعتبار الأرشيف ملكا للشعب الفلسطيني. وقالت المصادر الإسرائيلية إن: أرشيف عرفات يحتوي على كنز من المعلومات المخابراتية عن رؤساء الدول العربية والإسلامية ورجال السياسة والاقتصاد والجيش والعلوم في هذه الدول إضافة إلى معلومات تتعلق بشخصيات دولية رفيعة المستوى وبأفراد عائلاتهم أيضا، بالإضافة إلى معلومات متعلقة بإسرائيل، وإنه بسبب ذلك قرر عرفات حتى بعد اتفاقيات أوسلو ترك الأرشيف الخطير في تونس خشية قيام إسرائيل بالسيطرة عليه. وحسب المعلومات رفض الرئيس التونسي اقتراحا فلسطينيا يمثل حلا وسطا يتمثل في تمكين الفلسطينيين من تصوير محتويات الأرشيف، بينما تحتفظ تونس بالنسخ الأصلية. ومن الأسباب الأخرى التي أدت إلى توتر العلاقة مع تونس ، مسألة قطع رواتب عدد كبير من الموظفين الفلسطينيين في تونس، وتلك مسألة حدت ببعض الصحف التونسية للحديث عن معاناة كوادر فتح في تونس.