يخضع لاعبو كرة القدم فرانكو برينزا وسالفاتور أرونيكا واللاعب المعتزل فينتشينزو مونتالبانو للتحقيق حاليا بشأن الاشتباه في تورطهما في التلاعب بنتيجة مباراة أثناء فترة وجودهم مع فريق أسكولي الذي يلعب حاليا في دوري الدرجة الثانية الإيطالي عام 2003. وبحسب التقرير الذي نشرته صحيفة "إل جورنال دي سيسيليا" الإيطالية الصادرة في جزيرة صقلية جنوبي البلاد ، فإن شرطة باليرمو قد توجه إلى اللاعبين الثلاثة اتهاما ب"الاحتيال الرياضي" ، وذلك في إطار التحقيقات الدائرة حول تقارير بوجود صلة بين النادي وعصابات المافيا. وفي ربيع عام 2003 ، ترددت تقارير حول تلاعب المافيا في نتيجة مباراة باليرمو أمام أسكولي بمساعدة اللاعبين الثلاثة ، عندما كان النادي يصارع من أجل الصعود إلى دوري الدرجة الأولى الإيطالي. وقال مارتشيللو تراباني المحامي السابق لإحدى عائلات المافيا والذي يتعاون مع الشرطة في الوقت الحالي إن برينزا - 30 عاما - والذي يلعب حاليا في صفوف فريق ريجينا - وأرونيكا - 31 عاما - لاعب نابولي - ومونتالبانو - 40 عاما - حصلوا على 200 ألف يورو (271 ألف دولار أمريكي) من أجل التلاعب بنتيجة المباراة ، برغم عدم مشاركتهم فيها. ويبدو أن تراباني سمع بأعمال الاحتيال هذه من رينو فوتشي مدير الكرة السابق في باليرمو ، والذي يعمل حاليا مع تورينو ، ويخضع أيضا للتحقيق. وجدير بالإشارة أن باليرمو فاز في هذه المباراة بنتيجة 2-1 ، وجاء هدف الفوز في اللحظات الأخيرة من المباراة ، ولكن الفوز لم يكن كافيا ليتأهل الفريق إلى دوري الأضواء ، وهي الخطوة التي جاءت بعد عام آخر. ويبدو أن هذه الأنباء ستفتح بابا جديدا من الفضائح يعيد إلى الأذهان فضيحة الفساد الكبرى التي تسببت في هبوط يوفنتوس إلى دوري الدرجة الثانية عام 2006 ، وعوقبت فيه أسماء وأندية كبيرة أخرى ، كما أنها ستفتح بابا واسعا أمام المعلقين والنقاد الرياضيين للحديث عن فضائح وأزمات لا تنتهي في دوري الكرة الإيطالي الموسم الحالي ، والتي كان من أبرزها العنصرية والعنف الجماهيري والاعتراضات على التحكيم ، بل واتهام التحكيم نفسه بالانحياز إلى فرق دون غيرها! فقد أثيرت مشكلة العنصرية قبل بضعة أسابيع عندما تعرض المهاجم الدولي الإيطالي – ذو البشرة السمراء – ماريو بالوتيللي لاعب إنتر ميلان إلى هتافات ومضايقات عنصرية في إحدى المباريات لم يتم معها توقيع أي عقوبات على أي جهة. كما تعرض أدريانو جالياني نائب رئيس نادي ميلان الإيطالي لاعتداء هذا الأسبوع فقط من قبل جماهير نابولي الغاضبة ، وذلك بعد تعادل الفريقين سلبيا في الدوري الايطالي يوم الأحد الماضي في مباراة كانت تعرف قبل سنوات قليلة بأنها إحدى قمم الكالتشو التقليدية ، ولكنها لم تعد كذلك في ظل ابتعاد الفريقين عن المنافسة على الصدارة. وفي هذه الواقعة ، مزقت الجماهير إطارات السيارة التي كانت تقل جالياني خارج استاد ساو باولو في مدينة نابولي وأمطرتها بوابل من الركلات واللكمات. وعلق جالياني على هذه الحادثة لصحيفة "لا جازيتا ديللو سبورت" الإيطالية بقوله : "لقد كانت لحظة مخيفة جدا ، وكان بالإمكان أن تتفاقم الأمور لو كسروا النوافذ .. لحسن الحظ تدخلت الشرطة بسرعة". وغضبت جماهير النادي الجنوبي بعد إلغاء حكم المباراة هدفا للاعب وسط نابولي السلوفاكي ماريك هامسيك في الدقيقة 37 من هذه المباراة ، وألقت بالمقذوفات النارية على جماهير ميلان في الملعب. كما كان البرتغالي جوزيه مورينيو المدير الفني للإنتر قد تعرض للعقوبة مؤخرا بسبب كثرة انتقاداته العنيفة للتحكيم التي وصلت إلى درجة التشكيك في نزاهتهم على الرغم من أن فريقه يتصدر المسابقة ، واعتبر أن الحكام يجاملون الفرق الكبيرة الأخرى مثل ميلان ويوفنتوس ، بينما يؤكد مسئولو الفرق الأخرى العكس تماما ، بدليل بعض الأهداف غير الصحيحة التي احتسبها الحكام للإنتر هذا الموسم وساعدته على تصدر جدول المسابقة في أوقات حرجة. ولا أحد يعرف حتى الآن ما الذي ستنتهي إليه فضائح ومشكلات الموسم الكروي الإيطالي الحالي!