كشف ضاحي خلفان القائد العام لشرطة دبي أن عميلا من حركة حماس سرب لجاز المخابرات الإسرائيلي "الموساد" معلومة وصول القيادي في الحركة محمود المبحوح إلى دبي" معتبرا أنه "القاتل الحقيقي", مؤكدا أن الأدلة التي قدمتها شرطة دبي على تورط الموساد في الجريمة, وكان ذلك في الوقت الذي عبر فيه وزير الصناعة الإسرائيلي عن عدم خشيته أي عواقب دولية وعول على نسيان الأمر برمته في خلال 6 أشهر. ونقلت صحيفة الخليج الإماراتية اليوم الأحد عن خلفان قوله إنه: "طالب محمود الزهار القيادي بحماس بإجراء تحقيق داخلي عن كيفية تسريب المعلومات عن وصول المبحوح مثلما يطالب شرطة دبي بتسليم الفلسطينيين المعتقلين لديها". وأكد أن الأدلة التي قدمتها شرطة دبي على تورط "الموساد" في الجريمة هي تزوير جوازات السفر التي فتحت فيها الدولة المعنية تحقيقات موسعة، وقال "هذا هو أسلوب الموساد"، مؤكدا أن شرطة دبي لا يزال في جعبتها الكثير من التفاصيل عن هذه الجريمة . ونشرت صحيفة "البيان" الإماراتية اليوم الأحد أن خلفان قال: "هناك معلومات في قضية اغتيال المبحوح لا تود شرطة دبي الإعلان عنها الآن، خصوصاً في ما يتعلق بجوازات سفر دبلوماسية استخدمها بعض الجناة في دخول دبي". فيما نقلت صحيفة "الإمارات اليوم" عن قائد شرطة دبي قوله إن: "التعاون مع بريطانيا وفرنسا وأيرلندا وألمانيا يسير على قدم وساق". وقال: "سنقدم كل ما لدينا، وننتظر إجابات واضحة من جانب الأطراف الأخرى"، مضيفاً أن "الأجهزة البريطانية تتعامل بجدية مع القضية، وتتعاون بشكل جيد مع السلطات الإماراتية". وأكد أن "شرطة دبي لديها الكثير، وسيتم الكشف عنه في حينه، والسلطات في النمسا بدأت تحقيقاً وترصد حالياً أسماء أصحاب الهواتف التي استخدمها الجِناة". وأضاف: "لا نعمل وفق دليل واحد في هذه القضية، لكن أدلتنا متعددة ومتنوّعة ولا مفرّ منها، وستجد الأطراف الأخرى نفسها محاصرة من كل النواحي"، مؤكداً أن "الأسئلة وعلامات الاستفهام التي أثارتها شرطة دبي في هذه القضية لا يمكن تجاهل إجابتها من جانب الدول المعنية بالقضية". التحفظ على فلسطينيين وكان خلفان قد أعلن في تصريحات يوم الخميس الماضي أن شرطة دبي تتحفظ على فلسطينيين اثنين في القضية. وقال: "أحدهما التقى مع شخص من المنفذين في المكان والزمان والطريقة التي تثير الريبة والثاني على علاقة وثيقة به وتبين أن عليه حكم إعدام من أحد الأطراف الفلسطينية وبالتالي احتجزناه لكي لا يأتي أحد فينفذ فيه الإعدام، وهو لدينا أيضا لكي نتحقق من طبيعة علاقته بالشخص الأول الذي التقى بأحد المنفذين". وكشف أن: "هناك أسماء أخري غير التي جرى الإعلان عنها متهمة في قضية اغتيال المبحوح في دبي" مضيفا "نحن نتحفظ على تلك الأسماء لأننا لا نعلن ما لدينا إلا بعد تأكيد هذه المعلومات". وأضاف: "سنلاحق المطلوبين بالأساليب القانونية وسنظل ورائهم وسنتمكن من الوصول إلى بعضهم بسرعة". بن اليعازر: لا أخشى العواقب الدولية ومن جهة أخرى, بنيامين بن اليعازر أعلن وزير الصناعة الإسرائيلي ووزير الدفاع السابق أن العمليات التي ينفذها الموساد يجب أن تنال موافقة رئيس الوزراء الإسرائيلي وحده. وقال بن اليعازر لإذاعة الجيش الإسرائيلي: "كل شيء رهن برئيس الوزراء وهو غير مضطر لاطلاع الحكومة حين يحصل رئيس الموساد على تصريح بالتحرك"، مضيفا أن "رئيس الحكومة يمكنه إذا أراد، إبلاغ وزير الدفاع لكنه غير ملزم بذلك". فيما أبقى بن اليعازر الغموض محيطا بمسئولية الموساد في قتل القيادي في حماس محمود المبحوح في دبي الشهر الماضي في فندق. واكتفى بالقول: "لا اعلم إذا كنا نحن لكن المهم بالنسبة لي هو النتيجة". وتابع بن اليعازر "لا أخشى العواقب الدولية. لم يكن احد يتوقع أن يكون رد فعل العالم هادئا على حدث بمثل هذه المأساوية, لذلك يجب المضي إلى الأمام وخلال ستة أشهر لن يتحدث أحد في الموضوع وكل شيء سيكون على ما يرام". وكان قائد شرطة دبي قد قال الخميس "إن وقوف الموساد خلف القتل أكيد بنسبة 99 بالمائة إن لم يكن 100 بالمائة". وطلبت لندن ودبلن وباريس وبرلين توضيحات من سفراء إسرائيل في هذه العواصم حول استخدام جوازات سفر تلك الدول، المزورة كما يبدو، من المجموعة التي نفذت عملية القتل. يذكر أن المبحوح - أحد مؤسسي الجناح العسكري لحركة حماس – عثر عليه ميتاً في غرفته بفندق في دبي يوم 20 يناير الماضي.